تستحق المبادرة التي أطلقتها بلدية المنطقة الشمالية في شهر يوليو من العام الماضي 2018 الإشادة والتقدير بالفعل.. فأن يكون أمام المواطنين والمقيمين فرصة للالتقاء بالمسؤولين ومتابعة معاملاتهم والتحدث عن شكاواهم مع المسؤولين وجهًا لوجه فهذا في الواقع هو تمام الثقة والاقتدار وأداء المسؤولية وخدمة الناس.
منذ بدء التجربة، تحدثنا مع المدير العام لبلدية المنطقة الشمالية المهندسة لمياء الفضالة في اليوم المخصص لمبادرة “يوم العميل” وهو يوم الأربعاء من كل أسبوع عما سيواجهونه من “ثقل” جراء الحضور الكثيف للمراجعين، فقالت إن من حق الناس أن يحصلوا على فرصتهم للالتقاء بالمسؤولين في جهة خدمية حيوية، ونحن مدركون تمامًا بأن مجرد التحدث مع المراجع والاستماع لملاحظاته وطلباته بصدر رحب، سيشعره بالارتياح وسيمكن المراجع ومقدم الخدمة من الاتفاق على أسلوب لحل المشكلات أيما كان مستواها.
بالطبع، توجيهات القيادة الرشيدة واضحة بشأن تواصل المسؤولين في الوزارات والجهات الحكومية مع المواطنين والوقوف على احتياجاتهم، ومع أن الكثير من المسؤولين والموظفين في مختلف القطاعات يبذلون جهدًا لتسهيل إجراءات المراجعين، لكن لابد من الإشارة إلى أن جهات أخرى يعاني فيها الناس من تأخر الإجراءات وتعطلها وبقائها في الأدراج مدة تفوق المدة الزمنية المحددة لإنهاء الخدمة، حتى وإن كانت تلك الجهة تطبق أنظمة الجودة وتعلق عل جدرانها شهادة “الآيزو”، وإلا فما المعنى من قياس رضا العميل وملء استمارات وإدخال معلومات وتدوين ملاحظاتهم ثم بعد ذلك تذهب أدراج الرياح.
إن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله للوزراء والمسؤولين في وزاراتهم لتيسير أمور المراجعين، تضع المواطن في أعلى قائمة جودة الخدمة، ولعيون هذا المواطن، نتمنى أن نجد تجربة مماثلة لتجربة بلدية المنطقة الشمالية في تخصيص يوم عمل في الأسبوع، يحصل فيه المراجعون على فرصة لإزالة المعوقات التي تحول دون إكمال حصولهم على خدمتهم... كلها 4 إلى 5 ساعات، سيتوافد فيها الناس وربما سيكون العمل فيها مكثفًا وشاقًا، لكن نتائجها طيبة للجميع.. فأن يخرج المواطن من تلك الجهة مرتاحًا مسرورًا أفضل بكثير من خروجه وهو يدعو ويتحسب ويشعر بخيبة الأمل.