العدد 3792
الأحد 03 مارس 2019
banner
هواتف‭ ‬“بعض‭ ‬النواب”‭ ‬بحاجة‭ ‬لجهاز‭ ‬“قياس‭ ‬السمع”
الأحد 03 مارس 2019

من باب اللطافة والطرافة وتجاذب أطراف الحديث والتسالي والشؤون والشجون وضع ما تضع من مفردات كما تشاء، قال أحد حضور مجلس اعتاد أن يجتمع فيه أهل “الفريج” والجيران والضيوف في المساء “تذكرون أيام الانتخابات.. لمن قلت لكم إن المترشحين بسرعة يردون على الاتصالات ولين وصلوا البرلمان لو تييب مقياس ريختر لقياس الزلازل ما راح يضبط وياهم.. ها.. كلامي عدل لو لا؟”، فرد البعض بأن “كلامه عدل”، ورد آخر بأنه “كلامه مو عدل”، وقال ثالث “بعضهم معذورين.. انشغلوا”، ورد رابع “بعضهم لا مشغولين ولا هم يحزنون.. ما يبون يردون”.

وهذه “السالفة” تحدث ويتحدث فيها الكثير من المواطنين الناخبين، بامتعاض عن عدم تجاوب أو رد من اختاروهم ليمثلوهم تحت قبة البرلمان، فالنائب، حينما كان “مترشحًا” يسعى لكسب الأصوات في فترة الحملات الانتخابية، ما كان يتردد أبدًا في الرد على الاتصالات، كان مشغولًا أو مرتبطًا بعمل أو لظرف خاص هو فيه في لحظة اتصال الناس، فإن الرد يأتي من مدير حملته الانتخابية، أو من أحد كوادر الحملة، أو من أحد أبنائه أو بناته، بل ولربما أعاد الاتصال على كل من اتصل به وفاتته المكالمة بعد ساعة أو ليلًا أو في اليوم التالي.. اليوم، لن يحدث هذا الأمر أبدًا إلا من جانب القليل القليل من النواب.

شخصيًا، وبشكل عشوائي، جربت حظي، اتصلت بعينة من أصحاب السعادة النواب من أرقام عدة، فبالتأكيد، تبقى أرقام الصحافيين والإعلاميين مهمة ومعروفة.. البعض منهم “عمك أصمخ”، والبعض الآخر، تجاوب وأعاد الاتصال، حتى على الرقم الذي لا يعرفه هذه تجربة عشوائية، لا ضير منها نفعت أم لم تنفع، لكن اتصالات أخرى من مواطنين (ناخبين) لن تكون كتجربة حظي العشوائية؛ ذلك أن منهم من يمر بظرف أو يواجه مشكلة يحتاج فيها لمن منحه صوته وبشكل عاجل في بعض الأحيان.. يحتاج لنائبه، أليس كذلك؟

من غير الإنصاف ألا نعذر النواب وليس منطقيًا أن نتوقع منهم الرد على اتصالاتنا في أي وقت، فهم الآن في وضع وانشغال وارتباطات لا تقارن بانشغالهم وارتباطاتهم في فترة الدعاية الانتخابية، لكن نصيحة لهم جميعًا “لن تتمكن من الرد في الكثير من الأحيان.. لكن بالإمكان أن يتلقى معاون إداري أو موظف معك اتصالات الناس والتواصل معهم.. أما “عمك أصمخ” وفق جهاز قياس السمع (Audiometer) فلا تليق بك سعادة النائب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية