العدد 3789
الخميس 28 فبراير 2019
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
سمو الأمير محمد بن سلمان... ونجاحات تترى
الخميس 28 فبراير 2019

قبل أيام زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باكستان والهند والصين، كعادة سموه بمنهجه الدبلوماسي من خلال توسيع الخيارات السياسية وإنشاء التحالفات الاقتصادية والعسكرية مع القوى الدولية، ليس غريبا على سموه ولا على المملكة العربية السعودية، لأنها استراتيجية مستمرة منذ تأسيس المملكة في دولتها الثالثة.

إن إعادة العلاقات والتعاون على الصعيد الاقتصادي والسياسي والعسكري، خصوصاً مع القوى الكبرى الصاعدة في الاقتصاد والصناعات العسكرية، كباكستان والهند والصين، والتي تمتاز بمخزون سكاني كبير وطموحات اقتصادية، خطوة مهمة في هذه المرحلة لما لها من تأثير وتوقعات مستقبلية تعود بالنفع على المملكة والمنطقة تساهم في دعمها ومعاونتها في تحقيق تطلعاتها وطموحاتها المستقبلية على كل الأصعدة وذلك لما حققته مؤخراً هذه الدول من نتائج نمو غير مسبوقة ونجاحات متسارعة وملحوظة.

لقد تجاوزت المملكة حدود الوطن لتكون بداية خير وانطلاقة نحو حاضر ومستقبل جديد يمكنها من التوسع والنهوض، وتحديداً توجه سموه نحو الشرق يترك رسائل إلى الخارج (الأميركي والأوروبي) وهي أن هناك بدائل كثيرة في انتظارنا، ولسنا ملزمين بتحالفات هشة.

من المتوقع أن تتلقى المصالح الاقتصادية الإيرانية ضربات جديدة بعد جولة سموه، بعد أن رجحت الاتفاقات الاستثمارية مع إسلام آباد كفة ميناء غوادر الباكستاني على حساب أحلام طهران بتطوير ميناء جابهار لتقديم خدمات لوجستية لدول آسيا الوسطى وغيرها من الاتفاقيات، ولا يهم المملكة ما تخطط له إيران بعد هذه الجولة، فمصالح الهند والصين وباكستان مع السعودية أكبر بكثير من أية علاقات محفوفة بالمخاطر مع إيران في ظل اقتصادها المشلول، إضافة إلى الضغوط الأميركية التي تقيد جميع أنواع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع طهران.

شاهدنا كيف سببت خطوات الأمير محمد بن سلمان قلقاً عند أعداء المملكة في الداخل والخارج، وغايات سموه أبعد وأكبر من أن تقف أمام عقبات صغيرة هنا أو هناك، فمن رام البناء لا يكترث بمعاول الهدم، فعلاً خطواته حققت إنجازات تصدق فيها مقولة إن “القافلة تسير والكلاب تنبح”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .