العدد 3786
الإثنين 25 فبراير 2019
banner
أرقام وزارة العمل
الإثنين 25 فبراير 2019

منذ سنوات ونحن نطالب وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بإيجاد آلية جديدة خلاف الآلية السائدة التي أثبتت فشلها، فالتصريحات التي تعلنها وزارة العمل بأنه يتم توظيف بين 1500 إلى 1800 كل شهر كانت تثير علامات التعجب والدهشة لدى الآلاف من العاطلين، ويتساءل كل عاطل بحرقة لماذا لا أكون بين من يتم توظيفهم؟

الكارثة تتكشف سنة بعد أخرى عندما تضخمت أعداد العاطلين، وتذكرني مأساة العاطلين بمسرحية (الجثة) للكاتب المسرحي يوجين أونيل وملخصها أنّ زوجين أنجبا طفلا ميتا وتركا جثته في غرفة النوم، ومع الوقت تبدأ الجثة بالنمو والتضخم حتى تحتل المسكن كله، الخطأ الذي وقع فيه الزوجان أنهما تركا الجثة تكبر دون أن يهتما بعلاجها حتى احتلت المساحات الفارغة وانتشرت، وكان التساؤل هل الخلاص هو الهروب أم العمل على إيجاد الحل؟

يعتقد القائمون على شؤون التوظيف بوزارة العمل أنّ مجرد إعلان أرقام من تم توظيفهم كفيل بحل المعضلة من أساسها والمفارقة أنّ الوزارة تسجل ذلك ضمن إنجازاتها بينما الحقيقة مختلفة، كم كنا نتمنى لو أنّ المسؤولين عن توظيف العاطلين اعتمدوا لغة المصارحة لأنها الأجدى والأكثر واقعية في معالجة الأزمة وكنا سنقدم لهم الشكر، ماذا يضيرهم لو أنهم أعلنوا بأنّ هناك جهات في القطاع الخاص كالشركات والمؤسسات لا تبدي الاستعداد للتعاون وأنّ هناك جهات أخرى تمارس الاحتيال والالتفاف على القانون؟

لا نقلل ولا نستهين بصعوبة وتعقيد ملف بحجم البطالة ولا جهد المخلصين، وكان مطلبنا ينصب في التعاطي مع القضية بما يتناسب وحجمها الحقيقي، ولا أعتقد أنّ أحدا يمكن أن يتقبل أو يصدق ما يساق من مزاعم من قبيل إصرار الخريجين على وظائف محددة كالأعمال المكتبية لأن مثل هذا الادعاء نقيض للواقع تماما ويمثل ظلما صارخا لشبابنا، فالأغلبية منهم لديها الاستعداد لقبول أية وظيفة إذا كانت تناسب تخصصاتهم وفي أي موقع كان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .