العدد 3780
الثلاثاء 19 فبراير 2019
banner
المحبطون‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬البلد
الثلاثاء 19 فبراير 2019

في لقاءات عدة، بعضها بمحض المصادفة، التقيت أخوة أبدوا تذمرا واسعا عن الوضع الاقتصادي، من غلاء ورسوم، وبقية هذا (الباكج) المعاش، ومنهم من ربط هذا بالانتماء، والوطنية، وكأنه يقول: كيف يفعل بالوطن كل هذا؟

وشاهد الأمر، فإن إبداء التذمر والتعبير عن الرأي أمر، والتحريض على النظام العام أمر آخر، فالحال الذي تمر به البحرين اليوم ليس ببعيد عن دول أخرى كثيرة في العالم، منها جاره، لديها ثروات نفطية تفوق ما في بلادنا بمئات، بل آلاف المرات.

وكما أننا نكتب دائما، وننقد، ونناصح، ونوضح عن حال الناس، وعن يومياتهم، وأوجاعهم، والتحديات التي تواجههم، وتعترض أولوياتهم، وأولويات أبنائهم، لكننا -في المقابل- نرفض استثمار أي ظروف، كمطية للتأليب ضد الدولة، ونظامها السياسي، وبمحاولة الإضرار بأمنها الاجتماعي.

البحرين، وبالرغم من كل الظروف المتغيرة التي عصفت بها، بالعشرين سنة الأخيرة تحديدا، كانت وستظل دوما، بتوفيق من الله عز وجل، ثم بحكمة ورشد حكامها الكرام، ووعي شعبها الوفي، مثال ينظر إليه بعين المهابة والتقدير، كدولة مؤسسات حديثة، تنتهج العدالة والمساواة، وإحقاق الحقوق بين الناس.

ولا يمكن النظر لحال اليوم، بأنه كما كان قبل عام، أو عامين، أو أكثر، هنالك إصلاحات جذرية، ومشاريع قائمة، وحلول كبرى ترمي كلها الحفاظ على أمن وأمان ومستقبل البلد، ومستقبل أبنائه، ساسه الأول الثقة بتطلعات الحكومة الرشيدة، والتي يسهر رجالاتها  الليل والنهار؛ لإيصال البحرين لبر الأمان.

وكما ذكرت في لقاء سابق لتلفزيون البحرين، فإن نظرة المواطن البسيط تتخطى بكثير الخطط الاقتصادية، وبرامج الحكومة، وتصريحات الساسة والنواب؛ لأن جل ما تنتظره هو  تغيير مباشر في حاله الاقتصادي، في صرفه، ومسؤولياته، وحجم الفواتير التي يدفعها، ولا لوم عليه بذلك.

لكن المطلوب هو الثقة والأمل بقيادة وحكومة البلد، وفي مقدرتها على تحقيق هذه التطلعات كافة، والتي تمثل حقا اصيلا لابن البلد، والذي يستحق منها الكثير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية