العدد 3776
الجمعة 15 فبراير 2019
banner
القضاء على داعش أم تطوير داعش
الجمعة 15 فبراير 2019

قبل أيام أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتم القضاء على داعش خلال أيام، وأن الولايات المتحدة على وشك أن تتسلم كل الدواعش، وكأن داعش عصابة متخصصة في سرقة السيارات أو خطف الفتيات!

من السذاجة أن نصدق أن الولايات المتحدة ستستطيع القضاء نهائيا على داعش أو غير داعش من التنظيمات الإرهابية التي تزداد انتشارا وشراسة في منطقتنا المنكوبة، فهذه التنظيمات تتمدد وتزداد قوة في ظل الرخاوة والهشاشة التي أصابت الكثير من دول المنطقة.

الشيء الوحيد المقنع الذي يمكن أن نتوقعه هو تغيير اسم داعش إلى اسم جديد، أما التنظيم نفسه فسيبقى ما بقي العالم محكوما بنفس السياسات التي تحكمه الآن! داعش وأخواتها تنظيمات تديرها دول من أجهزة استخبارات وتقدم لها التمويل والمعلومات التي تسهل لها القيام بسفك الدماء وتخريب وتفكيك الدول. والولايات المتحدة أعلنت مرارا أنها ستقضي على الإرهاب وحدث العكس، فقد جاءت إلى العراق في إطار حربها على الإرهاب فازداد الإرهاب وانتقل من العراق إلى سوريا وعاش معززا مكرما وقامت الطائرات الأميركية بحمايته في مواقف كثيرة ونقله من مكان إلى مكان حسب الضرورة وحسب التكتيك وتغير الأوضاع في ميادين القتال.

لا فرق بين القاعدة وبين داعش وغيرهما لأن المعين الذي يتغذى منه الإرهاب معين واحد والأسباب واحدة وراء ميلاد وانتشار جماعات الإرهاب، وأهم هذه الأسباب السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

الاسم هو الذي يتغير مع كل حرب تشنها الولايات المتحدة في المنطقة، ولن يكون اسم داعش آخر الأسماء في هذا المجال، إذا ما استمرت الولايات المتحدة في سياساتها وإذا ما استمرت الضغوط الأميركية في فرض حل مذل للقضية الفلسطينية.

وخلاصة القول ان صفقة القرن التي تحاول إدارة ترامب فرضها مستغلة حالة الوهن التي أصابت الأمة حتما ستؤدي إلى تفشي إرهاب جديد تحت اسم جديد.  أغلب الظن أن الرئيس ترامب يخاطب الناخب الأميركي ويؤكد على كلامه بهذه الضربات الجوية التي يعلم الله وحده على من تسقط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية