العدد 3775
الخميس 14 فبراير 2019
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
الإمارات وخدمة الإسلام
الخميس 14 فبراير 2019

احتضنت دولة الإمارات قبل أيام رمزين عالميين لأكبر ديانتين سماويتين، البابا فرانسيس، والإمام الأكبر أحمد الطيب، لقاء تاريخي عظيم استضافته الإمارات، حيث أطلقا جائزة الأخوة الإنسانية بمناسبة هذه الزيارة لترسيخ حوار حقيقي بين الأديان.

استحضرت وأنا أتابع زيارة البابا للإمارات الشقيقة قصة المخرج السوري مصطفى العقاد رحمه الله الذي أنتج فيلم الرسالة وكيف أنه بين فيه سماحة الإسلام، وبه بعد فضل الله عز وجل اهتدى إلى الإسلام عدد لا يعلمه إلا الخالق.

ووجه الربط بين القصتين أن طيور الظلام الذين ينتسبون للإسلام اغتالوا العقاد في عملية انتحارية، الأمر الذي أظهر البون الشاسع في خدمة الإسلام بينه وبين قاتله، وتتكرر القصة اليوم ونحن نرى عيال زايد رحمه الله ينتهجون الطريق نفسه ليبينوا للعالم أن الإسلام الحقيقي ليس ذاك الذي يمثله من ينتسبون له ظلماً وأساءوا إليه بجرائمهم، بل ذلك الإسلام المنفتح على الآخر مدفوعاً بقناعات منبعثة في الفهم السليم للإسلام.

إن زيارات أمثال بابا الفاتيكان للإمارات اعتراف بأن الإمارات تتبنى مسألة تسامح الأديان، العالم الإسلامي يحتم عليهم أن يبروا الآخر وأن يقسطوا إليه مصداقاً لقوله تعالى: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” (الممتحنة: 8).

هناك أسباب ومقاصد خافية قد يستغلها أو يحاول استغلالها الآخر، لذا فالتقرب بالتأكيد يجب أن يكون بحذر وأن ينقل الجوانب الإنسانية الأخوية ومدى تسامح الإسلام ودعوته للمحبة والسلام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية