العدد 3771
الأحد 10 فبراير 2019
banner
أدور‭ ‬شغل‭.. ‬“ماميش‭ ‬وظايف”‭!‬
الأحد 10 فبراير 2019

ذات مرة، التقيت برجل أوروبي كبير في السن يتجول مع زوجته الطاعنة في السن أيضًا بأحد المجمعات التجارية. كنت حينما أعمل على تصوير فيديو للمواطنين والمقيمين من قبيل أمنيات العام الجديد ومشاعرهم ورسائلهم، والذي منه سنحت الفرصة للتحدث مع ذلك الرجل، وسألته عن عمله، فقال إنه يعمل مستشارًا لدى إحدى شركات القطاع الخاص، وهذه الشركة تدفع له راتبًا “منتفخًا” وتغطي تكاليف سكنه وعلاجه بل وحتى فواتير الكهرباء والماء والهاتف. لم أجد غير كلمة واحدة وأنا أشعر بالغصة: “عليك بالعافية”.

تساءلت بيني وبين نفسي “ألا يوجد من أبناء البلد من يمكنه القيام بالوظيفة التي يقوم بها هذا الرجل وإن حصل على نصف أو ربع راتبه وامتيازاته، خصوصًا من ذوي الخبرة والتأهيل العلمي والكفاءة؟ نعم هي أرزاق لا شك، ولكننا نواجه ظروفًا صعبةً للغاية، وهناك بيننا كفاءات سواء من الشباب أو ممن هم في خانة “الخبرات” لم يحصلوا على الفرص الذهبية التي حصل ويحصل عليها غيرهم!

عمومًا، الحديث يطول عن وضع العاطلين عن العمل والنسبة الدقيقة لمعدل البطالة، وكيفية مواجهة أوضاع سوق العمل ومنافسة غير البحرينيين وعن الاستغناء عن الأيدي العاملة الوطنية في بعض القطاعات، وتتكرر لدينا عبارة: “ما ميش وظايف.. أدور شغل”، بين العديد من الشباب من الجنسين.

والآن، سواء بالنسبة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية أو هيئة تنظيم سوق العمل أو صندوق العمل “تمكين”، ومع العلم بوجود برامج احترافية وخطط تدريبية لا ينكر أحد أهميتها، أو بالنسبة للشباب الباحثين عن عمل، فإن المطلوب هو التوجه بدرجة أكبر نحو المهن الاحترافية، وأقول لإخوتي الشباب: “اجتهدوا وابذلوا ما تستطيعون لتحترفوا في مجال مطلوب في السوق.. لا تفكروا في الوظائف المكتبية الاعتيادية.. اتجهوا نحو التخصص.. تخصص واحترف في تقنية المعلومات، في الأعمال الإنشائية، في الخدمات، بل حتى في الطبخ إن كنت ماهرًا وبارعًا..

سؤال: هل تعلمون مدى صعوبة الحصول على بحريني محترف وصاحب خبرة في تصليح السيارات؟ أو في السباكة وأعمال الكهرباء واللحام؟ أو في النجارة والديكور؟ أو في الزراعة والبستنة؟ وإن وجدته فلن تظفر به بسهولة لإنجاز عملك.. لا تستمعوا لمن يقول هذه الأعمال “متدنية”! استمعوا لمن يدربكم ويشجعكم لتهزموا البطالة بمهنة احترافية.. تستطيعون، فأنتم أبناء البحرين ذوو العزم القوي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية