+A
A-

شعبية الـ FOOD TRUCKS تتصاعد والشباب يبحثون عن "المدهش"

في مقطورة صغيرة، وجد "سيد حميد" الحل في القضاء على بطالته، فقد باءت محاولاته في البحث عن وظيفة في القطاع الحكومي والخاص بالفشل، ولأنه يعيل أسرة مكونة من زوجة "فنانة في الطباخ" وثلاثة أطفال، بدأ العمل في تلك المقطورة التي ينقلها إلى بعض السواحل أو في مواقف المتنزهات أو حتى على طرف طريق هنا أو هناك، ليبيع الأكلات الشعبية: هريس، نخي، باجلة، عصيد، ولا شك في أن لورق العنب والكشري وبعض المشروبات كالزعفران وحليب الورد وغيرها، الكثير من العشاق.

في العادة، يبدأ "سيد حميد" عمله من الثالثة عصرًا بعد أن يعمل وزوجته في إعداد "صفاري الأكل" ويختار موقعًا نشطًا ليركن مقطورته ويبدأ العمل حتى العاشرة ليلًا، وفي كثير من الأحيان: حتى ينفد ما في "القدور" من طعام، فهذه المقطورة كلفته ما يقارب من 4 آلاف دينار بما في ذلك مولد الكهرباء، ويترواح مدخوله الشهري بين 400 إلى 600 دينار.

العدد يرتفع والتخصص يتنوع

وليست مقطورة "سيد حميد" هي النموذج الأكثر انتشارًا، فهناك حافلات فاخرة جدًا ومقطورات "خمس نجوم" وعربات متنوعة الأحجام من جهة، ومتنوعة الخدمات من جهة أخرى، فهناك المطاعم المتنقلة للأكلات الشعبية، وهناك المقاهي وهناك المتخصصة في السندويتشات وأخرى للباستا وأخرى وأخرى وأخرى تعمل حسب رغبة الجمهور بما في ذلك من تخصص في الحلويات أو في الآيسكريم، ومنذ العام 2017، بدأت الظاهرة تبرز في العديد من المواقع لكن عددها كان قليلًا، أما اليوم، فليس هناك عددًا دقيقًا إلا أن ما تم الإعلان عنه من قبل وزارة الصناعة والتجارة والسياحة في أغسطس من ذلك العام الترخيص لـ 15 عربة، إلا أن العدد الذي يمكن مشاهدته في مختلف الواقع قد يزيد على 50 عربة، مرخصة أم غير مرخصة.

آلاف الدنانير للتجهيز

وحسب بعض البحرينيين من أصحاب الحافلات، فإن كلفة تحويل الحافلة، حسب نوعها وطرازها، إلى مطعم متنقل قد يكلف ما بين 20 إلى 50 ألف دينار، فيما يتم في بعض الورش المحلية المتخصصة، تجهيز العربات والمقطورات الصغيرة والمتوسطة كمطاعم متنقلة بأسعار تتراوح بين 2000 إلى 10 آلاف دينار وفق المواصفات المطلوبة، لكنهم يلفتون إلى أن هذه المشاريع تمثل استثمارًا جيدًا إذا ما توافرت فيها متطلبات العمل كالترخيص الرسمي واختيار الموقع المناسب والأهم هو التميز في تقديم الخدمة.

وتستقطب تلك المطاعم المتنقلة، وهي فكرة جلبها بعض البحرينيين من الجنسين، من السويد أو أميركا أو هولندا وغيرها من الدول التي درسوا فيها أو زاروها، تستقطب عشاق الأكل في الهواء الطلق، أو في مكان غير تقليدي، ولهذا، فشعبية الـ FOOD TRUCKS  آخذة في الانتشار بشكل كبير، ويرى مرتادوها أن بعضها أسعارها "نار" فيما بعضها الآخر، تعتبر أسعارها مقبولة "رخيص وقوي"، خصوصًا وأن البحرينيين "يفزعون" لبعضهم البعض من أجل تشجيع الشباب البحرينيين من الجنسين على إنجاح مطاعمهم المتنقلة، فيما يتنافس الشباب في تقديم الأفكار المدهشة والأجواء المميزة لاستقطاب الزبائن.

منعًا من المشاكل

ومن بين المشاكل التي يواجهها أصحاب تلك المشاريع هي اختيار الموقع، ففي بعض الأحيان، وهي قليلة، يعترض السكان على وجودها بالقرب من مساكنهم، وفي هذا الصدد، طرحت عضو مجلس بلدي الشمالية زينة جاسم تحديد أراض ومواقع للمطاعم المتنقلة لضمان عدم إحداث العشوائية، ذلك أن هذا التنظيم وفي الأماكن المحددة يسهم في تجنب الازدحام من جهة، ويدعم البحرينيين العاملين فيها، فالقانون ينص على تنظيم تنظيم الميادين والطرق العامة بعربات البيع وعرض البضائع والمواد الغذائية في الأماكن والميادين التي تحددها الجهة المختصة.

شروط مزاولة النشاط

وماذا عن الترخيص والمتابعة من الجهات المختصة؟ وزارة الصناعة والتجارة سمحت بمزاولة نشاط العربات المتجولة لبيع الأطعمة لمدة 5 أشهر دون الحاجة إلى محل تجاري محدد العنوان، وتبلغ رسوم الترخيص 50 دينارًا، اما الشروط فهي أن يكون طالب الترخيص بحريني الجنسية، ويحصل على موافقة وزارة الصحة لمتطلبات التصميم الداخلي للشاحنة أو المقطورة، وأن يزاول النشاط التجاري من خلال شكل مؤسسة تجارية فردية أو شركة، ولا يحق لصاحب النشاط الحصول على تصاريح لجلب عمالة أجنبية، وأن يتم تسجيل المركبات لدى الإدارة العامة للمرور بعد الحصول على الترخيص.