العدد 3769
الجمعة 08 فبراير 2019
banner
عندما يمشي الأجنبي الخيلاء في بلادنا!
الجمعة 08 فبراير 2019

لم تكن وجوه الأجانب ونظراتهم إلى المواطن كالسابق من احترام وتقدير لابن البلد الأصيل، فقد تغيرت نظراتهم اليوم بعد أن نفشت هيئة سوق العمل ووزارة التجارة ريشهم، فالأولى تعطيهم جواز المواطنة بكامل الحقوق بالانتساب للدولة مباشرة، ومن ثم حق التملك وحرية العمل، كما قدمت لهم فوق ذلك الدعم المادي، والثانية قدمت لهم تملك التراخيص لمزاولة الأنشطة التجارية، فكيف بعدها لا ينظرون إلى المواطن نظرة استعلاء وثقة، وتعرفون ثقافة الأجانب عندما تتجاوز عندهم الثقة بالنفس حدودها، هذا بالنسبة لنظرة الأجنبي للمواطن البحريني اليوم الذي تساوى معه بل تقدم عليه، فالمواطن اليوم لا يستطيع أن يغير واقعا فرض عليه، لا تستجاب مطالباته التي يدعو فيها إلى وقف تصاريح مزاولة الأنشطة التجارية للوافد الذي جاء من بلده ليكسب لقمة عيش، فإذا به يغص من لقمة العيش التي فاق حجمها فوهة حنجرته، لذلك تضخم وأصبح غولا يمشي خيلاء أمام نظرات المواطن مكسور القلب الذي ضاعت آماله وتبددت أحلامه، حين تحمل نتيجة عجز ميزانية الدولة، فأصبح المسؤول عن السداد أولا لتمويل هيئة سوق العمل، وثانياً لدفع التعطل للعاطلين وبعدها القيمة المضافة، ناهيك عن زيادة رسوم الخدمات الحكومية، مقابل صدور قرارات لصالح الأجنبي الذي أصبح يتمتع بالدعم المادي وتقدم إليه التسهيلات، ويحصل على تعليم مجاني لأبنائه وعلاج مجاني لعائلته، كما قام بجلب عائلته وأنسابه وأحسابه، فكيف بعدها لا يغتر الأجنبي ويمشي الخيلاء، وكيف لا يموت كمداً المواطن.

هذا الشعور يحرق قلب كل مواطن يحب البحرين وترابها، ويخاف عليها ليس من اليوم بل من قادم لا يبشر بخير، من قادم لا نعلم كيف حسبت حساباته، لا ندري كيف تقدم دولة -عتيدة الاقتصاد وكانت مرجعا للاستشارات- الأجنبي على المواطن الذي يعتصر قلبه ألما عندما يرى الأجنبي قد نفش ريشه وأصبح ذاك العامل يتمتع بخيرات البلاد والمواطن يستجدي الرفق به من هيئة سوق العمل التي شطبت المواطن من دفاترها، عندما أصبح همها أن تضاعف إيراداتها سنوياً ثم تدفعها لصاحب العمل الأجنبي الذي كان في السابق “يلف سمبوسه”، وبين وزارة تجارة سترجع بالاقتصاد إلى سنة “البطاقة”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .