ما يحدث في فنزويلا حاليا دليل جديد وأكيد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يعرفون كل شيء ويقررون كما يشاءون أن هذا الرئيس ديمقراطي أو ديكتاتوري على هواهم.
فالديمقراطية هي ما تراه أميركا كذلك والحكم الرشيد هو ما تراه هي حكما رشيدا وما عدا ذلك فهو مرفوض من (المجتمع الدولي).
كيف نقتنع أن الرئيس ترامب الذي وعد في حملته الانتخابية بأن لا يتدخل في شؤون الدول الأخرى، جاء إلى فنزويلا من أجل تحقيق الديمقراطية؟ ترامب وحلفاؤه الأوروبيون يقفون خلف رئيس البرلمان الفنزويلي الذي أعلن نفسه رئيسا على البلاد ضد الرئيس المنتخب. ولم يتوقف الأمر عند مساندة رئيس البرلمان الذي انقلب على الرئيس المنتخب ولكن تم توجيه الإنذارات والتهديدات والاستعداد للتدخل العسكري المباشر لإجبار الرئيس المنتخب على ترك مكانه.
وكأن الشعب الفنزويلي لا قيمة ولا اعتبار له في هذه المعادلة العجيبة! يبدو أن فنزويلا ستلحق بقائمة الدول التي تم تدميرها والقضاء على مقدراتها تحت شعار حماية الديمقراطية.
الدليل على ذلك أن الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيين رفضوا دعوات الحوار بين الرئيس المنتخب والمعارضة التي يقودها رئيس البرلمان المنقلب.
والدليل على ذلك هو المسارعة بفرض العقوبات على شركة النفط الفنزويلية وعلى كل الحسابات الحكومية وتضييق الخناق على الشعب كله.
إنها خطة واضحة لتدمير فنزويلا ذات الاحتياطيات النفطية الكبيرة كما تم تدمير العراق تحت نفس الذرائع والحجج، والغريب أن الرئيس ترامب أعلن هذا الأسبوع أن أجهزة الاستخبارات الأميركية أخطات في تقديرها للعراق وامتلاكه الأسلحة النووية قبل احتلال العراق!
والخلاصة أن فنزويلا وما يجري فيها وما يراد لها هو دليل دامغ جديد على أن الديمقراطية الغربية طالما استخدمت لتأديب حكام وشعوب يسبحون ضد تيار أميركا وحلفائها الغربيين.