+A
A-

إيران تحرك خيوطها بالعراق لتقويض بقاء القوات الأميركية

ما إن كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن هدفه من بقاء  القوات الأميركية في العراق الذي عبّر عنه لمراقبة النشاط الإيراني في المنطقة، حتى ارتفعت الأصوات الموالية لإيران من الميليشيات والمجاميع المسلحة عن رفضها ذلك.

فمن الجانب السياسي نشط مجدداً الحراك النيابي لتشريع قانون يقضي بإخراج جميع القوات الأجنبية من العراق، معللين ذلك بعدم وجود الحاجة لتواجد تلك القوات على الرغم من سريان الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن لتدريب القوات الأمنية العراقية.

وحول ذلك، كشف الخبير الأمني كاظم الحاج، الأربعاء، أن القوات الأميركية تتواجد في العراق وفق اتفاقية سرية مع حكومات العبادي وعبد المهدي، موضحاً أن تلك القوات كانت أعدت عدتها وقواعدها في عهد حكومة العبادي، لكنها ظهرت خلال فترة عبد المهدي.

وأضاف الحاج لـ"العربية.نت"، أن التحركات الأميركية أصبحت ظاهرة للعيان، وهذا يفسر وجود اتفاق سري ما بين الأميركيين وحكومة عادل عبد المهدي، مبيناً أن هناك مصادر أميركية أكدت المفاوضات التي قضت بإرسال وزيادة هذه القوات وتحركها بشكل واضح في المدن العراقية.

وفي ذات السياق، بيّن النائب عن تحالف البناء أحمد الكناني عن تحرك نيابي متسارع لحسم وجود بقاء القوات الأميركية، الذي قد يكون ذلك من خلال جلسة طارئة للبرلمان وبحضور عادل عبد المهدي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، لشرح الغموض الذي يحوم حول وجود تلك القوات وما يخرج للإعلام حول وجود اتفاق سري بين حكومات الطرفين.

وأضاف الكناني لـ"العربية.نت"، أن هناك العديد من الاستفهامات حول العسكريين الأميركيين الذين لا يعرف جدوى وجودهم في العراق، بالإضافة إلى الأسلحة الثقيلة التي يمتلكونها وعناصر الاستخبارات الأميركية المنتشرة في أرجاء البلد، موضحاً أن كل هذه الاستفهامات ستطرح خلال جلسة استضافة عبد المهدي، التي يعتزم النواب عقدها بأسرع وقت.

اتفاق بعدم المواجهة

هذا وكشفت مصادر مطلعة، اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تمكن بعقد اتفاق مع قيادات الحشد الشعبي، لضبط الأزمة مع الولايات المتحدة الأميركية، بأن تكون المواجهة سياسية وليست مسلحة.

ووفقاً للمصادر، فإن قادة ميليشيات الحشد أكدوا على مواصلتهم التصعيد الإعلامي وتشكيل خلية عمل داخل البرلمان لتسريع إعداد مشروع قانون ضد الوجود العسكري الأميركي، مع الالتزام بعدم التصعيد على الأرض وتجنب أي احتكاك مع القوات الأميركية.

وبحسب ذات المصادر، فإن زعيم تحالف الفتح هادي العامري، تكفل بضبط إيقاع تصاعد الأزمة كي لا تتحول إلى مواجهات مسلحة التي قد تعيد العراق إلى المربع الأول.

وكانت حركة حزب الله النجباء، التي يقودها أكرم الكعبي، والذي كان درج اسمه الكونغرس الأميركي ضمن لائحة العقوبات، هددت القوات الأميركية من ضرب إيران، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة عاجزة عن ضرب إيران، فيما وجه باستخدام جميع وسائل الضغط دون استثناء لإخراج القوات الأميركية.

كما هدد زعيم ميليشيات عصائب أهل الحق قيس الخزعلي بطرد القوات الأميركية من العراق بما وصفها بليلة ظلماء.

وقال الخزعلي، إن القوات العراقية متمكنة من إخراج القوات الأميركية مهما وصل عددها، موضحاً أن القوة العراقية أصبحت متكاملة وقوية لإخراج الأميريكيين حتى لو وصل عددهم 9 آلاف عسكري، بحسب قوله.

دافعوا عن إيران من أراضيها

وفي رد على الدعوات لضرب القوات الأميركية والمواجهة المسلحة، دعا النائب عن محافظة نينوى حسن الجبوري، الأربعاء، المطالبين بالقتال ضد القوات الأميركية، بسبب مواقفها من إيران، بالذهاب إلى إيران والدفاع عنها من هناك، رافضاً جعل العراق ساحة للحرب.

وبيّن الجبوري إأ الأزمة مع الجانب الأميركي بدأت تتصاعد، وأنها أصبحت قضية الرأي السياسي للكتل الشيعية التي بات هناك شبه إجماع على إخراج القوات الأميركية، فضلاً عن وجود ضبابية في مواقف القوى الكردية والسنية بخصوص هذه المسألة.