العدد 3756
السبت 26 يناير 2019
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
بين‭ ‬العاطفة‭ ‬والواقع بلغة‭ ‬العاطفة‭ ‬
السبت 26 يناير 2019

“هاردلك” لمنتخبنا الوطني على خسارته أمام كوريا الجنوبية وتوديعه لكأس آسيا بأداءٍ مثاليٍ أشاد به الجميع.. خسارة كانت منطقية بسبب فارق الإمكانات الفنية بين الفريقين ناهيك عن الخبرة وقوة الشخصية التي يتمتع بها المارد الكوري.

بلغة الواقع

إلى متى وسنردد بعد كل خروج من أي بطولة عبارات: حظا أوفر لمنتخبنا الوطني في البطولات المقبلة.. منتخبنا قدم أداءً رجوليًا ولم يكن يستحق الخروج.. منتخبنا ودع البطولة برأسٍ مرفوعة.. منتخبنا ومنتخبنا..؟ عذرًا لم يعد هذا مقبولًا على الإطلاق.

ألم يحن الوقت بعد ليدرك القائمون على كرة القدم في البلاد أن الكرة باتت بحاجة لعملية استئصال لكل الخطط والمنهجيات الموضوعة حاليًا واستبدالها بخطط واضحة ومرسومة وبعيدة المدى؟ ألم يتضح بعد أن التخطيط الوقتي والعشوائية في العمل والتخبط في اتخاذ القرارات والاستعجال لجني النتائج لم يعد يجدِ نفعًا؟

في كم بطولة أخفقنا؟ وكم بطولة ودعنا؟ والحال لم يطرأ عليه أي تغيير.. ما العذر يا ترى ولماذا لا نتقدم للأمام؟ هل بسبب نقص الميزانية، أم لضعف التخطيط والنظرة الثاقبة للمستقبل؟

إن كنا نتعذر بضعف الميزانية المرصودة لتطوير كرة القدم فهذا ليس بالعذر المقبول وإن كان صحيحًا.. فمنتخبات مثل فيتنام وأوزباكستان وقيرغستان لا تملك ميزانيات مالية أكبر مما نمتلكه.. ومع ذلك شهدنا مدى تطور هذه المنتخبات المتواضعة وقدرتها على مقارعة أقوى المنتخبات في آسيا.. لذلك نقولها بصراحة إنه لا يمكن وضع شح الميزانيات شماعة لإخفاقاتنا المستمرة بل يجب أن نشير بأصابعنا على العائق الفعلي وأن نعترف بأننا نعاني من سوء التخطيط وقصر النظر.

كانت هناك بعض المحاولات لتطوير الكرة ولكنها لم تصب النجاح، والسبب في ذلك يعود إلى أن طرق التطوير المعتمدة لم تُرصد بالشكل الصحيح.. فلا يمكن أن نجني النتائج إن بدأنا عملية التطوير من الرأس وقمنا بتجاهل الأساس.. نفكر ونضرب أخماسًا في أسداس لنصل لأفضل طريقة لتطوير المنتخب الأول دون أن نضع في الاعتبار أن التخطيط لابد وأن يبدأ من القاعدة لا العكس.. والحديث بشأن التفاصيل يطول...

كرة القدم البحرينية لابد أن تنهض من سباتها العميق الذي تعيشه.. لا بالأحلام والتمني.. إنما بالعمل الجاد والتفكير السليم وامتلاك النظرة الثاقبة للمستقبل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .