العدد 3754
الخميس 24 يناير 2019
banner
التجاعيد امتدت تحت جفوننا... ولم نحقق أية بطولة حتى الآن
الخميس 24 يناير 2019

ليس قفزا فوق الحقائق، لكنها ظاهرة عامة وهي تكرار فشل منتخبنا الوطني لكرة القدم في كل محفل دولي، فبعيدا عن الضجيج والصخب والإثارة يمكننا القول وعلى نطاق واسع إن أغراض الديكور في عمل الفواصل وتبطين الحوائط لن تجدي نفعا، والروتين لن يفيد، فخروج المنتخب من الدور الـ 16 من كأس أمم آسيا “بالزور صعدنا” لا يمثل حكاية جديدة أو حالة نادرة، بل حالة طبيعية متجددة أو شكل قديم اعتاد عليه الشارع البحريني، فكرة القدم عندنا وبنظرة فاحصة تفتقد قاعدة عريضة من التخطيط، وهناك انعدام للجهود المبذولة لتحقيق التكامل المنشود، فكل ما نراه على أرض الواقع مجرد تطوع للعمل في منطقة نائية وبيروقراطية، وأصبح الأمر متفشيا في معظم الأندية، وهناك مفاهيم خاطئة تحارب الإبداع الشبابي “في بعض الأندية الكبيرة”، ناهيك عن غياب فلسفة تمييز أو تفريق ما هو مفيد لكرة القدم وما هو غير تابع، فالجميع عندنا يشتغل في كرة القدم بالارتجال ودون تخطيط علمي، وهذا هو المرض المزمن الذي تعاني منه كرة القدم في البحرين والذي من أعراضه السلبية وجود “الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب”.

الوعي بعلم كرة القدم والإدارة في مجتمعنا وأقولها بكل أسف ضعيف للغاية ونعاني من قصور وتعقيدات وتخبطات مقصودة وغير مقصودة، ومن الواضح أيضا أننا نعاني من قصور في الآيديولوجية الثقافية الرياضية ومازالت أنديتنا الرياضية تعيش على الجوانب السلبية، ما يجعلها محلا للنقد والشكوى المريرة.

استمع لما يقوله من يعقب على مباريات الدوري الممتاز ومباريات المنتخب، كل ما يقولونه يفتقد الجاذبية ونسخ من أفواه أخرى وتناقض يوحي بضخامة المشكلة، والغريب أن البعض مازال يعتقد أنه يعقب على دوري قوي له شخصيته وبلاعبين مزودين بالمعلومات والخبرات اللازمة، في حين أن الحقيقة خلاف ذلك تماما.

أعرف أنني أضرب على الوتر الحساس في المشاعر، لكنني أكتب بدافع وطني وأحلم أن يكون عندنا منتخب يجوب دروب العالم الواسع متوجا بالانتصارات، لقد ارتسمت فوق وجوهنا خطوط الذكريات والأحزان والتجاعيد التي امتدت تحت جفوننا ولم نحقق بطولة حتى الآن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية