+A
A-

مؤتمر بأميركا يستضيف ظريف يثير الجدل.."قرار تجاري غريب"

قال ناشطون إيرانيون في الولايات المتحدة إن اللوبيات التي تعمل لصالح النظام الإيراني في أميركا تقود حملة تضليل الرأي العام بهدف تلميع نظام طهران مع تزايد ضغوط إدارة ترمب لثني طهران عن ممارستها القمعية ضد شعبها وسلوكها المخرب في المنطقة والعالم خاصة دعم الإرهاب والتهديدين النووي والصاروخي.

وقال الناشط والفيزيائي الإيراني رضا بهروز، في مقال بموقع "ميديوم" الأميركي، إن النظام الإيراني لم يكتف بتحرك لوبياته بل شن هجمات سيبرانية ضمن حملة تضليل ضد الشعب الأميركي.

ومنذ انتخاب الرئيس ترمب وخصوصا بعد خروجه من الاتفاق النووي، شرعت المنظمات واللوبيات المقربة من النظام الإيراني في حملة تشويه ضد سياساته التي تهدف إلى لجم طموح النظام.

مؤتمر يستضيف ظريف

وقال بهروز إنه في منتصف فبراير القادم، يخطط "المجلس الأطلنطي" وهو أحد أهم مراكز الأبحاث في أميركا، لعقد مؤتمر على مدار يوم بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة في إيران.

ومن بين المتحدثين في هذا المؤتمر مجموعة من النقاد والأكاديميين، ولدى غالبيتهم تاريخ في التحدث لصالح النظام الإيراني.

كما سيتم استضافة وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، عبر السكايب كمتحدث رئيسي، حيث أثار الإعلان عن هذا الحدث قلقا وغضبا من أعضاء الجالية الإيرانية الأميركية.

وقال بهروز، إن هذا المؤتمر يعطي انطباعا بأن المجلس الأطلسي يحتفل بذكرى ثورة أدت إلى قيام أحد أكثر الأنظمة قمعية في التاريخ الحديث.

غير أن القلق الأكبر - حسب رأيه - يكمن في منح ظريف منصة للتحدث في مؤسسة تتمثل مهمتها في "صياغة الخيارات والاستراتيجيات السياسية لخلق عالم أكثر أمنا وازدهارا".

"قرار تجاري غريب جداً"

ويرى الأميركيون من أصل إيراني أن ظريف يمثل النظام الذي لا تقتصر جرائمه على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المواطنين الإيرانيين فحسب، ولكنه يتجاهل أيضًا المظالم الاقتصادية التي يعاني منها الناس والتي نتجت بشكل كبير عن سوء الإدارة والفساد.

وعبر العديد من الناشطين الإيرانيين - الأميركيين عبر التغريد من خلال حساباتهم على موقع "تويتر" عن استغرابهم من هذه الخطوة، حيث وصف علي رضا نادر، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "إيران الجديدة "، المؤتمر بأنه "قرار تجاري غريب جداً من قبل المجلس الأطلسي" لدعوة ظريف كممثل لنظام يرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ورداً على تغريدة نادر، جادلت بربارا سلافن، وهي باحثة في المجلس الأطلنطي وتمثل الجهة المنظمة للحدث، بأن القصد هو "التنوع في وجهات النظر."

لكن الناشط في مجال حقوق الإنسان والسجين السياسي الإيراني السابق، أحمد باطبي، رد على تغريدة سلافين، بتذكيرها بمزاعم الظريف الذي ادعى في وقت سابق بأن النظام الإيراني "لا يسجن الناس بسبب آرائهم".

ومع ذلك، فإن القلق بشأن حضور ظريف في هذا المؤتمر، يكشف عن قضية أوسع، بحسب رضا بهروز، الذي رأى في مقاله أن هذا الحدث يُظهر مدى تخطيط النظام الإيراني للحملات الدعاية في الولايات المتحدة.

أقوى لوبي داعم للنظام الإيراني

وذكر أنه منذ انتخاب الرئيس ترمب، وخاصة بعد خروجه من الاتفاق النووي، نشطت لوبيات النظام خاصة المجلس الوطني الإيراني الأميركي (NIAC)، وهو أقوى لوبي داعم للنظام الإيراني في الولايات المتحدة الذي يقوم بعمل دؤوب لإنتاج الدعاية وترويج الانقسام حول إيران من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل ورسائل البريد الإلكتروني وغيرها من وسائل الاتصال، بحسب بهروز.

وأخيرا قام تريتا بارسي، القيادي في مجلس (NIAC) بمهاجمة بولندا لاستضافتها قمة عالمية حول إيران الشهر المقبل، على غرار هجوم ظريف والمسؤولين الإيرانيين.

وقال رضا بهروز إن الحملة الدعائية للنظام ولوبياته في وسائل الإعلام الغربية المختلفة وكذلك باللغة الفارسية لم تكن كافية، إذ لجأ النظام أيضاً إلى العمليات السيبرانية لنشر المعلومات المضللة لدعم خطابه.

يذكر أنه في خريف عام 2018، قامت شركات "فيسبوك" و"تويتر" و" يوتيوب" بإغلاق مئات الحسابات المزورة المرتبطة بالنظام الإيراني والتي كانت قد أنشئت ضمن حملة التأثير الإيرانية التي تستهدف الرأي العام الأميركي والعالمي عبر نشر معلومات مزيفة وأخبار كاذبة ومزاعم ملفقة.

وكانت هذه الحملات تحاول الإظهار بأنها أميركية ذات ميول يسارية، وقد انخرطت في حملة منسقة لتضخيم الانقسامات داخل الولايات المتحدة من خلال طرح موضوعات ذات حساسية اجتماعية ومشحونة سياسياً.

ظريف يدافع

وخلال تلك العملية، انضم ظريف مدافعا عن هذه الحملة الدعائية، وزعم من أن تويتر قد أغلق حسابات الإيرانيين الحقيقيين، وأعطى المنصة لـ "البوت" أي "روبوتات الشبكة العالمية" الذين نشروا الدعاية حول تغيير النظام الإيراني، حسب تعبيره.

واستنتج رضا بهروز في مقاله إن إعطاء منصة إلى أمثال ظريف بحجة "التنوع في وجهات النظر" لا يهيئ الساحة للتفاعل المستقبلي مع "قادة وحشيين" آخرين فحسب، بل إنه يفتح الأبواب أمام دعاية النظام الإيراني التي تستهدف المجتمع الأميركي والانقسام في البلد.