العدد 3751
الإثنين 21 يناير 2019
banner
تصنيف الأولويات... هل هو علم بذاته؟
الإثنين 21 يناير 2019

يقول الروائي الألماني يوهان جوته: إن الأشياء الأكثر أهمية لا يجب أن تقع تحت رحمة الأشياء الأقل أهمية... فعلاً لقد استطاع جوته أن يلخص ومن خلال كلمات قليلة أهم العناصر الأساسية المتبعة في عملية تصنيف الأولويات، وهو التدرج من الأكثر أهمية وفائدة ثم نزولاً إلى الأقل أهمية والأقل فائدة.

أستذكر في هذا السياق تقريرًا صادرًا عن إحدى المنظمات الدولية تفنّد فيه بعض الصعوبات والعوائق التي ربما تؤثر سلبًا في إنفاذ بعض الدول النامية لبرامجها التنموية الحيوية. من هذه العوائق، كما أذكر، ضبابية المعايير المستخدمة في تصنيف الأولويات لديها أو انحراف بعض هذه الأولويات عن مسارها أو استبدالها بأولويات أخرى قد تكون استثنائية أو خرجت فجأة على السطح لأسباب أو معايير معينة ربما لا تتناغم مع تلك المستخدمة في بيئات عمل أكثر تقدمًا.

لنعد الآن، سيدي القارئ، إلى موضوعنا وهو معايير وضع الأولويات ونتحدث عن معايير أخرى مثل عامل الوقت، فقد تكون هناك مشاريع وأهداف قد تحمل صفة الاستعجال وتضعها على قائمة الأولويات.

ثم إن هناك عنصرًا قد يوازي تلك المعايير آنفة الذكر وهو عنصر الواقعية، فمن الضروري جدًّا أن تتّسم أولوياتنا بالواقعية لكي تتماشى مع مواردنا.

كما أن تطبيق مبدأ “بريتو” 20 - 80 في رأيي يعتبر من الأمور المهمة في عملية تصنيف الأولويات، إذ إن 20 % من الوقت الذي نعطيه لتخطيط وتنظيم مواردنا الضرورية لتحقيق تلك الأولويات والأهداف قد يعادل الـ80 % من نجاحنا في إنفاذها، لذا وجب التركيز على الـ 20 % بصورة أكبر لكي تسير عملية تحقيق الـ 80 % بشكل سلس.

والآن سيدي القارئ، ألا نتفق أن تصنيف الأولويات هو علم في حد ذاته؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .