العدد 3751
الإثنين 21 يناير 2019
banner
“الأجنبي صاحب البرادة يسلف المواطن”
الإثنين 21 يناير 2019

الذي حال دون تجديد وضع بعض المواطنين هو نمو تواجد الأجنبي وتوغله في كل مكان، إذ إنه أصبح من الصعب الآن السيطرة على الوضع، والأرقام التي نشرتها “البلاد” يوم السبت الماضي والتي تشير إلى أن عدد الأجانب في البحرين بلغ 759 ألف فرد أي 53.3 % من إجمالي عدد سكان البحرين، أرقام مخيفة تؤكد أن المواطن أصبح في عاصفة من الطواحين وتنتظره حرب مريرة مع الحياة طالما عجلة زيادة الرواتب معطلة وهجمات الضرائب وغلاء الأسعار لا تتوقف.

لقد أصبح الأجنبي عبئا على المواطن وسببا في عدم سعادته وهذه ليست حالة نفسية نمر بها، إنما واقع، وحقيقة نشعر بها بكل الحواس الخمس، نكتب ونتكلم وفي فمنا جروح تشفط أكبر قدر ممكن من الدم، جروح لا تضمد ولا تلتئم، ولعل أبرز هذه الجروح اعتماد عدد ليس قليلا من المواطنين على مساعدة “البرادات التي يمتلكها أو يديرها الأجنبي”، فمعظمنا لديه سجل في البرادات القريبة من السكن وحتى “الدوبي”، إذ لا يمكن للمواطن السير إلى آخر الشهر دون أن يلجأ إلى “السلف” من البرادة والتسجيل على الحساب، فثعبان الغلاء يهاجمه باستمرار والراتب يزحف في حفرة مكشوفة، ما يضطره وهو في بلده، أكرر في بلده، من الاستنجاد بالأجنبي صاحب البرادة ليعينه على بلوغ آخر الشهر وتأمين ما يمكن تأمينه لأسرته.

معادلة غريبة مزروعة بالأحزان، حتى النجوم بدأت تعزي المواطنين الذين خاصمهم الزمن، فلا زيادة في الرواتب والغلاء يوزع مثلما توزع الشهادات على الناجحين، ومن يدري فقد يصل الوضع ببعض البسطاء إلى نفس حالة كمال عبدالشكور في فيلم “الموظفون في الأرض” للنجم فريد شوقي، فكمال موظف في القطاع العام براتب متواضع، يمر بظروف أسرية صعبة حيث يحتاج للمال لتعليم ابنه والصرف على ابنتيه، يرفض الرشوة والسرقة ويلجأ للتسول للحصول على المال، وعندما سأله القاضي لماذا فعلت ذلك، صاح كمال عبدالشكور، “لم يكن أمامي إلا حلين، وأنا أرفض الرشوة وخيانة الأمانة، يا شحت.. يا أسرق.. لو كنتوا مكاني حتعملوا أيه”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .