+A
A-

عن ماذا يبحث وزير الخارجية الإيراني في بغداد؟

بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى العراق ، الذي كان بحث فيه المدة الزمنية الممنوحة لإنهاء التعامل مع إيران والحد من النشاط الإيراني، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد  جواد ظريف الأحد إلى بغداد بصحبة وفد اقتصادي وتجاري.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم في مؤتمر صحافي الذي جمعه بنظيره الإيراني قبل لقائهم برئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إن هناك عشرة ملفات تمت مناقشتها مع الجانب الإيراني.

وأوضح الحكيم، إن موضوع العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية كانت على رأس المباحثات، تبعته قضية تغيير آليات منح سمات الدخول بين البلدين، بالإضافة إلى مسألة تأمين الحدود المشتركة البرية والبحرية.

وأضاف الحكيم، أن الطرفان بحثا آليات التعامل التجاري العراقي مع إيران في ظل العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران.

من جانبه دعا ظريف، الحكومة العراقية إلى موقف داعم لنظام الأسد في سوريا ووحدة أراضيها.

وتابع ظريف أن إيران بحثت مع الجانب العراقي، التعاون الدبلوماسي في الأمم المتحدة وباقي المؤسسات الأممية، مشيراً إلى أن العلاقات مع العراق سوف لن تستهدف أي جهة إقليمية.

ومن المقرر أن تستمر زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الخميس القادم، تتخللها إقامة منتديات تجارية في عدد من المحافظات العراقية.

زيارة تدارك الأزمة

زيارة ظريف إلى بغداد التي تسبق موعد قمة وارسو بشهر، تأتي كخيار إيراني لإيجاد بدائل عما ستنتجه القمة، التي كان أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والتي بحسبه ستركز على خطر الإرهاب الإيراني.

وفي هذا الإطار، أشار مدير المركز العراقي للدراسات والبحوث الإعلامية ماجد الخياط، إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي حول محاور قمة وارسو، قائلاً إن الحكومة العراقية لن تتمكن من تحجيم دور الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، أو حتى تقليل التعامل التجاري معها، مبيناً بأن ذلك يأتي للأوراق النفوذية التي تمتلكها طهران.

وأشار الخياط، إلى موضوع توزير فالح الفياض لمنصب وزير الداخلية، الذي اعتبره إحدى تلك الأوراق.

وأضاف الخياط، أن الولايات المتحدة كانت مددت مهلة استثناء استيراد الغاز الإيراني إلى نحو 90 يوماً وطالبته بإيجاد البديل والحلول اللازمة، مبيناً إلا أن العراق إلى الآن لم يتحرك لوضع خطة بديلة.

وفي ذات السياق، دعا النائب عن كتلة الحل محمد الكربولي، الحكومة العراقية إلى عدم إخفاء الحقيقة ومصارحة الشعب لما يجري من الصراع الإيراني - الأمريكي في العراق.

وأضاف الكربولي، إن على الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات لحماية الاقتصاد العراقي، خاصة وأن مهلة الاستثناء من العقوبات الأميركية ستنفذ.

توحيد الصف الشيعي

وبحسب المراقبين فإن زيارة ظريف تأتي لدعم وتوحيد صفوف الأحزاب السياسية الشيعية، سيما أنها جاءت بعد يومين من الاحتدام السياسي بين تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وميليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي المدعوم من إيران.

إذ زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عمار الحكيم بمكتبه، مستنكراً ما وصفه بالتشويه المهين الذي يتعرض له رئيس تحالف الإعمار والإصلاح عمار الحكيم.

وخاطب وزير الخارجية الإيراني عمار الحكيم، بأنه من أسرة ولدت من رحم الشعب العراقي، مشيراً إلى أنه كل من يتصدى للمسؤولية، سيتعرض لما تعرضتم له من تشويه مهين، مضيفاً إلى أن إيران تعتبر الحكيم، كلمة العراق وعمقه الاستراتيجي.

ويشار إلى أن الخميس الماضي كان شهد صراعا سياسيا بين تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وميليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، على خلفية خبر لقناة الفرات التابعة لعمار الحكيم، أتهم فيها ميليشيا عصائب أهل الحق بقتل صاحب مطعم ليمونة الشهير في مدينة الصدر.

وتبع هذا الخبر، هجوم الخزعلي على تيار الحكيم وقناة الفرات متهماً إياهم بممارسة العمالة للولايات المتحدة، كما شن أغلب قيادات العصائب هجوماً لاذعاً على التيار.