العدد 3742
السبت 12 يناير 2019
banner
“الكل يضرب من صوب”
السبت 12 يناير 2019

لا يوجد مواطن أو مقيم على هذه الأرض إلا ويصرخ من آلية تطبيق ضريبة القيمة المضافة ، علاوة على رفع الأسعار ومحدودية المفتشين والفوضى العارمة التي اكتسحت السوق المحلي، والاستغلال البشع والجشع من عدد ليس قليلا من أصحاب المحلات التجارية.

مع ذلك قوائم شكاوى المستهلك، والمشاهد والقصص المؤلمة التي تحصل هذه الايام ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي كل هذا الوضع المزري يعد مؤشرا خطيرا فيما لو بقي على حاله.

البحرين وقعت على الاتفاقية الموحدة لضريبة القيمة المضافة ضمن دول مجلس التعاون منذ أكثر من 24 شهرا، وطيلة الفترة الماضية لم تتجهز الجهات المعنية للتطبيق الفعلي، والذي هو من صميم عملها في تكثيف البرامج التوعوية والتثقيفية وإقامة الورش والندوات ونشرها عبر الصحافة وقنوات التلفزة والإذاعة ووسائل التواصل الأخرى، ما مهد الطريق لجعل الفأس يأتي فوق الرأس وأصبح المستهلك يتجرع مرارة عشوائية تطبيق الضريبة، وبات فريسة سهلة للكثير من التجار والباعة المعروف عنهم جشعهم منذ القدم.

اليوم وبعد مرور 12 يوما على التنفيذ الفعلي لهذه الضريبة نكتشف أن مراعاة احتياجات المواطنين من خلال الإعفاءات وعدم تحصيلها على السلع والخدمات الأساسية التي تؤثر على دخل البحريني لم تفعل، كما أصبح “الكل يضرب في البحريني من صوب” ولا توجد حماية حقيقية له.

في السياق ذاته، يوم الأحد الماضي فوجئ السواد الأعظم من شعب البحرين بإعلان هيئة الكهرباء والماء فرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5 بالمئة على جميع الخدمات التي تقدمها الهيئة للمواطنين والمقيمين وفي مقدمة ذلك فاتورة الكهرباء والماء، ما جعل المواطنين يعيشون القلق والخوف في حين لا يستبعدون فرض 5 بالمئة على باقي الخدمات الأخرى التي تقدمها الإدارات الحكومية في الأيام القليلة القادمة.

قبل التفعيل بفترة قلنا لابد أن يكون هناك إنصاف وعدالة في تطبيق الضريبة، فهل يعقل أن البحريني صاحب الدخل الشهري الضعيف “اللي يسحّت ذرعانه” كي يعيش مع أفراد أسرته “بالعزر” إلى نهاية الشهر يتساوى في دفع الضريبة مع بحريني آخر مدخوله اليومي وليس الشهري “آلاف الدنانير”؟

الوضع المعيشي أصبح مؤلما جدا بالنسبة للمواطن العادي تحديدا والضربات المتتالية التي تنزل عليه من كل الاتجاهات “ما تعطيه فرصة علشان ينبه راسه” حيث لا تمر فترة قصيرة إلا ويجد نفسه يواجه مشكلة معيشية جديدة “عويصه”، ومن الحجم الثقيل تستمر في استنزاف جيبه لوقت طويل، فهل من مغيث قبل أن تتأزم الأمور ويصعب حلها يا كبار نواخذة البلاد؟ وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .