+A
A-

تفاؤل متجدد في بورصات العالم يبشر بانتعاش المؤشرات

رافعتان أنقذتا مؤشرات الأسهم العالمية من الخسارة في نهاية أسبوع تداولات مختصرة بمناسبة رأس السنة كانت بدايته وسط بيئة مليئة بالقلق لينتهي على انفراج وتفاؤل لم يستثن سوى اليابان وأستراليا.

جاءت نافذة الأمل الأولى من مفاوضات التجارة بين الصين والولايات المتحدة يوم الجمعة بعد الإعلان عن لقاء على مستوى نواب الوزراء لاستئناف المفاوضات اليوم، وجاءت النافذة الثانية من تقرير الوظائف الأميركي الذي بلغ ضعف الحد الأقصى من توقعات المحللين ليكشف عن تحقيق 312 ألف وظيفة خلال شهر ديسمبر/‏كانون الأول مقارنة مع 175 ألفاً للشهر الذي سبقه، بحسب صحيفة "الخليج" الإماراتية.

وكان الأسبوع قد انطلق على تأرجح ناتج عن أداء سيئ خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر الذي سجل أسوأ أداء على أساس شهري منذ الكساد الكبير، لكن الأمل في انتعاش يستند إلى تدني أسعار الأسهم إلى القاع، وإلى تغيير ما تكشف عنه الأيام الأولى من العام الجديد وهو ما حصل فعلاً.

ولم تتمكن الأسهم من منح المتداولين الشعور بالأمان عشية رأس السنة، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم العالمية جملة يوم الاثنين، ولم يكن أداؤها يوم الأربعاء في أول أيام تداول العام الجديد قويا إلى الحد الذي يغير المزاج العام رغم أنه كان أفضل من أداء يوم الاثنين خاصة في وول ستريت، وألقت بيانات حول أداء القطاع الصناعي الصيني الذي كان الأسوأ خلال العام، بظلالها على الأسهم في ظل يأس كاد يسيطر على قوى السوق كافة وسط تشاؤم واضح يبشر به غالبية المحللين.

إلا أن الانفراج الذي حصل يوم الجمعة من خلال النافذتين المذكورتين منح الأسهم قوة عوضت بها خسائر الأسبوع وانتقلت من النطاق السلبي إلى النطاق الإيجابي في مختلف مناطق العالم سوى اليابان وأستراليا حيث كان يوما الأربعاء والخميس عطلة، وهكذا انتهى مؤشر نيكاي إلى اللون الأحمر وحيدا بين المؤشرات الرئيسية فاقدا 2.26% ومغلقا عند 19561.96 نقطة.

تصدر قائمة الرابحين مؤشر ناسداك مستفيداً من صمود قطاع التقنية رغم الأزمة التي تسببت فيها أسهم شركة « أبل» الخميس بعد الكشف عن تراجع في الطلب الآسيوي على هواتفها، وقد بلغت مكاسب ناسداك الأسبوعية 2.34% مغلقا على 6738.86 نقطة، وجاءت مكاسب شريكيه في وول ستريت متقاربة حيث ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 1.61% مغلقاً على 23433.16 نقطة، وارتفع «إس أند بي 500» بنسبة 1.86% مغلقاً على 2531.94 نقطة.

وقد لعبت تصريحات جيرمي باول على هامش مؤتمر جمعية الاقتصاديين الأميركيين بحضور سلفيه جانيت يلين و بين برنانكي حيث قال بوضوح (إذا طلب مني الرئيس ترامب الاستقالة فلن أستقيل)، دوراً مهماً في منح المستثمرين مزيداً من الثقة في سياسة المجلس واستقلاليته.

ولم يكن أداء الأسهم الأوروبية أقل نشاطاً في ظل التفاؤل الذي نشرته أخبار المفاوضات بين الصين والولايات المتحدة وأخبار أداء الاقتصاد الأميركي بعد تصريحات باول وأنهت الأسبوع على مكاسب بلغت في داكس الألماني 1.98% مغلقا على 10767.69 نقطة كما ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز في لندن بنسبة 1.54 % عند 6837.42 نقطة.

واستفاد النفط الخام الذي يعيش حالة ضعف دامت أكثر من شهرين، من مستجدات النزاع التجاري ومن تقرير الوظائف الأميركي باعتبار أن كلاً منهما يصب في صالح التفاؤل حول أداء الاقتصاد العالمي وبالتالي انتعاش الطلب العالمي على الخام، وقد ارتفع سعر برميل الخام الأميركي الخفيف بنسبة 6% لينهي الأسبوع عند 48.31 دولار، بينما بلغت مكاسب خام برنت 9% على مدار الأسبوع ليغلق عند 57.06 دولار.

شهد التداول على الذهب تراجعاً في نهاية الأسبوع بعد مكاسب مستمرة له منذ ثلاثة أشهر أوصلت سعر الأونصة إلى 1290 دولاراً قبل أن تفقد يوم الخميس والجمعة بعض زخمها لتنهي عند 1286.20 دولار.