+A
A-

لماذا اختار الإرهابيون هذه الكنيسة المصرية لاستهدافها؟

لم يكن اختيار الإرهابيين لكنيسة العذراء وأبو سيفين في منطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر شرق العاصمة المصرية القاهرة لاستهدافها في احتفالات عيد الميلاد، ووضع قنابل على سطح المسجد المجاور لها تمهيداً لتفجيرها، عشوائيا أو مصادفة بل كان مدروساً.

فتضاريس المنطقة التي تبعد عن مدينة نصر عدة كيلومترات بسيطة، وموقعها الجغرافي، لعبا دورا كبير في اختيار الكنيسة "الهدف"، وفقاً لما قاله أهالي المنطقة لـ"العربية.نت".

فالكنيسة تقع بالقرب من مسجد ضياء الحق، وعلى بعد خطوات قليلة منه، ونظراً لأن أجهزة الأمن المصرية تقوم بتشديد إجراءاتها حول محيط الكنائس، في مثل هذا الوقت من العام بشكل يصعب اختراقه، اختيرت تلك الكنيسة لقربها من المسجد، وإمكانية وضع العبوات الناسفة على سطح المسجد، وتفجيرها بعد ذلك بالريموت كنترول بعيداً عن تمركزات الأمن

إلى ذلك، أكد سكان المنطقة أن الكنيسة التي شيدت في ثمانينيات القرن الماضي، تستقبل نحو 400 قبطي خلال احتفالات أعياد الميلاد، لذا تفجيرها كان سيؤدي لسقوط المئات من القتلى المصلين، فضلاً عن سقوط آخرين من المارة والسكان في المنازل المجاورة التي تكاد تلتحم بالكنيسة والمسجد، نظراً لضيق الشوارع واكتظاظ المنطقة.

إلى ذلك، قال رضا محمود، صاحب محل بقالة، إنه يقيم في تلك المنطقة منذ أكثر من 18 عاماً، وفي 25 ديسمبر من كل عام تقوم قوات الأمن بفرض طوق أمني حول الكنيسة، تجنباً لدخول الإرهابيين إليها، أوقيامهم بعمليات انتحارية، مضيفاً أن سكان المنطقة يعرفون بعضهم البعض، ويتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم ولا يسحمون للغرباء بالتردد عليها من دون سبب واضح ومحدد.

كما أوضح أنه من الصعب أن يتخفى أحد الأشخاص من دون ملاحظته، لذلك ارتاب السكان في الشاب الذي حمل الحقيبة السوداء التي تحوي العبوات الناسفة، وتركها فوق سطح المسجد، وقاموا بإبلاغ الشيخ سعد عسكر، الذي بدوره سارع لإبلاغ قوى الأمن، فأنقذ الكنيسة والمنطقة من كارثة.

وأكد رضا أن المستهدف من هذا العمل الإرهابي، هم المسلمون والمسيحيون على السواء، حيث تبعد المسافة بين المسجد والكنيسة 4 أمتار فقط.

من جهته، قال شفيق، أحد سكان المنطقة، ويعمل خادماً في الكنيسة، إن الأخيرة تعتبر الأكبر في المنطقة، موضحاً أنه تم البدء ببناء تلك الكنيسة في العام 1985، لكنها افتتحت سنة 1994، ومنذ ذلك الحين لم تشهد المنطقة أي نزاعات طائفية.

وأضاف أن ما بين 200 إلى 300 قبطي يزورونها يومياً.

كما أكد أن الأنبا برسوم، راعي الكنيسة، طلب عقب الحادث من الجميع الحضور والاحتفال وكأن شيئا لم يكن، لتفويت الفرصة على الإرهابيين في تحقيق أهدافهم وأغراضهم الخبيثة، بحسب تعبيره.