+A
A-

ثأر أميركي عمره 19 عاماً.. قصة أخطر المطلوبين اليمنيين

باعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأحد، مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة الارهابي جمال البدوي، تطوي الولايات المتحدة صفحة أحد أبرز وأخطر اليمنيين المطلوبين لديها والذي تلاحقه منذ عام 2000، على خلفية الهجوم الذي استهدف المدمرة "يو إس إس كول"، قبالة سواحل اليمن.


ترمب وفي تغريدة على صفحته بموقع "تويتر"، أكد مقتل قائد الهجوم على المدمرة الأميركية جمال البدوي، بعد يومين من اعلان الجيش الأميركي، تصفيته بغارة جوية يعتقد أنها بطائرة دون طيار، استهدفته في مدينة مأرب شمال شرق اليمن، في الأول من يناير الجاري.

فمن هو هذا الذي ثأرت منه أميركا بعد 19 عاماً؟

برز اسم جمال محمد أحمد علي البدوي (مواليد 1960 بمحافظة أبين جنوب اليمن) منذ تفجير المدمرة الأميركية يو إس اس كول قبالة سواحل عدن في 12 أكتوبر عام 2000 ، باعتباره العقل المدبر لهذا الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 17 جندياً أميركياً من قوات المارينز وجرح 33 آخرين.
وجهت إليه هيئة المحلفين الاتحادية الاتهام في 2003 لدوره في الهجوم على المدمرة الأميركية.

فرار غامض

اعتقل وسجن من قبل السلطات اليمنية حتى عام 2005م بضغوطات أمريكية، لكنه تمكن في فبراير 2006، ضمن مجموعة مؤلفة من 23 سجيناً متهماً بالانتماء لتنظيم القاعدة من الفرار من سجن "الأمن السياسي" في العاصمة صنعاء، في ظروف وملابسات غامضة، إذ قيل يومها إنهم حفروا نفقا ارضيا من السجن إلى الخارج، ولازالت تلك العملية حتى اليوم واحدة من الألغاز التي تدور حولها الشكوك بملف الحرب على الإرهاب في اليمن.

وفي أكتوبر 2007، سلم البدوي، المكنى "أبو عبد الرحمن"، نفسه للسلطات اليمنية، مقابل وعود بإصدار عفو عنه، ثم أُفرج عنه، ووضع في منزله بعدن تحت "الإقامة الجبرية"، إلا أن الضغوط الأميركية على الحكومة اليمنية دفعت الأخيرة إلى اعتقاله مجدداً، حيث ظل في سجن الأمن اليمني حتى عام 2010، ولم تسجل له أنشطة علنية في السنوات الأخيرة.

5 ملايين دولار مقابل معلومات عنه

وأصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة باليمن في سبتمبر 2004، حكماً بإعدامه إلى جانب خمسة آخرين، ثم جرى تخفيف الحكم ضده في وقتٍ لاحقٍ (في فبراير 2005) إلى السجن 15 عاماً.

وأدرجت الولايات المتحدة الأميركية جمال البدوي على قائمة المطلوبين لديها عام 2014م، ورصدت مكافأة تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تقود إليه، حيث تتهمه واشنطن بـ"القتل والتآمر لقتل مواطنين أميركيين وأفراد عسكريين أميركيين؛ والتآمر لاستخدام أسلحة دمار شامل، والقيام باستخدامها فعلاً، وإلحاق الضرر بممتلكات حكومية ومنشآت دفاع وتدميرها؛ وتوفير دعم مادي لمنظمات إرهابية".

يذكر أن القيادة المركزية الأمريكية، وفي بيانها عن استهداف جمال البدوي لم تورد أي تفاصيل عن عملية الاستهداف باستثناء ذكر مكان الاستهداف في مدينة مأرب اليمنية، في حين ذكرت مصادر محلية أنه كان على متن سيارة أثناء استهدافه بطائرة أميركية من دون طيار، ولم تذكر فيما إذا سقط آخرون إلى جانبه في العملية.

ولم يصدر تنظيم القاعدة، حتى اللحظة أي تعليق على تأكيد الرئيس ترمب وبيان الجيش الأميركي حول مقتل جمال البدوي، أحد أبرز قياداته.