العدد 3734
الجمعة 04 يناير 2019
banner
الصمت عن جرائم المالكي
الجمعة 04 يناير 2019

ظننت أن بالعراق أمرا جللا منع ساسته ومسؤوليه وأعضاء برلمانه من الحديث أو الاعتراض على افتتاح مكتب لعصابة إرهابية تسمى “اتئلاف 14 فبراير” وتعمل على نشر العنف والإرهاب في دولة عربية شقيقة وداعمة للعراق وهي مملكة البحرين، والتزام الصمت المريب على ما فعله نوري المالكي بالمشاركة في هذا الحدث المشؤوم والمستنكر تماما، وما استتبعه من احتجاج رسمي من قبل البحرين على ما حدث واستدعاء القائم بالأعمال العراقي.

لكنني تأكدت بعد ذلك أن الأوضاع طبيعية والحياة عادية بدليل ثورة الأصوات البرلمانية والسياسية العراقية التي اندلعت فجأة بمجرد أن قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب (وزوجته ميلانيا) بزيارة قاعدة عين الأسد غربي العراق لتهنئة جنوده بعيد الميلاد.

دعا البعض إلى عقد جلسة طارئة للبرلمان، لمناقشة ما وصفوه بـ “الانتهاك الصارخ لسيادة العراق”، محذرين من أن البرلمان سيرد على زيارة ترامب، عبر إرغام القوات الأميركية على مغادرة العراق، بينما أكد آخرون أن زيارة ترامب انتهاك صارخ وواضح للأعراف الدبلوماسية، وتُبين استهتاره وتعامله الاستعلائي مع حكومة العراق.

غريب أن يقوم من اتهمته لجنة برلمانية عراقية بالخيانة العظمى لوطنه وشعبه وهو نوري المالكي بالحديث عن حقوق الشعوب، فهو الذي أهدر حقوق الشعب العراقي وزرع الفتنة الطائفية ومكن الأجندة الإيرانية ومهد الطريق لاستيلاء الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش على الكثير من الأراضي العراقية ليجعل أبناء الشعب العراقي في شقاق دائم وبحاجة مستمرة للوصاية الإيرانية والتدخلات الخارجية.

ومن الغريب أيضًا أن هذا المالكي كان ولسنوات طويلة على رأس الحكومة العراقية رغم ما يكنه من حقد للعرب وما مارسه من اضطهاد وقتل وتعذيب بحقهم في العراق.

لكن الأكثر غرابة هو صمت الحكومة العراقية على ما يحدث من انتهاكات وتجاوزات بحق الدول العربية التي لم تدخر جهدا من أجل مساعدة العراق ونجدته وتخليصه من الهيمنة الإيرانية ليكون سيد قراره والمتصرف بموارده وخيراته ومقدراته، في وقت تذكروا فيه الأعراف الدبلوماسية واستقلال الدول واحترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها غيما يخص زيارة الرئيس الأميركي.

أهدر نوري المالكي حقوق الشعب العراقي وزرع الفتنة الطائفية ومكن الأجندة الإيرانية ومهد الطريق لاستيلاء الجماعات الإرهابية على الكثير من الأراضي العراقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية