العدد 3726
الخميس 27 ديسمبر 2018
banner
ماذا بعد مازن النسور
مازن النسور
الشيطان في التفاصيل
الخميس 27 ديسمبر 2018

إذا صحت المعلومات التي جاءت بالتقارير والأخبار التي صدرت عن معظم أجهزة الدولة ذات العلاقة بتطبيق ضريبة القيمة المضافة سواء أكان بشكل مباشر أم غير مباشر، و”فهمناها” جيدًا، فإن تأثيرها لن يكون ملحوظًا على الناس العاديين.

فقد رشح عن هذه التقارير تأكيد بأن الضريبة لن تشمل 94 سلعة غذائية من بينها اللحوم والأسماك والخضروات والفواكه والبن والشاي والحبوب والسكر والملح والألبان ومشتقاتها والمياه والبيض الطازج والخبز ومحضرات غذائية للأطفال.

كما أكدت أن القطاع الطبي (الرعاية الصحية) والأدوية والمعدات الطبية والنقل المحلي والخارجي والتعليم والنفط والغاز (المحروقات) غير مشمولة.

وكذلك الأمر بالنسبة لتصدير البضائع وبيع وتأجير العقارات وخدمات البناء للمباني الجديدة وخدمات مالية معينة واستثمارات الذهب والفضة والبلاتين والأحجار الثمينة.

وبناءً عليه، فإن معظم الخدمات والسلع التي يستهلكها ويحتاجها المواطن يوميًّا معفاة من الضريبة.

لكن الشيطان يكمن في التفاصيل كما يقال، حيث جميع القوائم التي ذكرت سالفًا، فيها بعض الاستثناءات التي لم تشر لها تقارير أمس الأول، فمثلاً، قالت وزارة المالية إن الخضروات والفواكه غير مشمولة بالضريبة، في حين أنها أصدرت سابقًا قائمة بالمواد الخاضعة من بينها الموز وهو من بين أكثر الفواكه استهلاكًا. وهذا ينطبق على بقية القطاعات، فلاحظ مقولة “خدمات مالية معينة”.

اجتماعات ماراثونية بين الجهات الرئيسية المسؤولة عن تطبيق ضريبة القيمة المضافة، وهي وزارة الصناعة والتجارة والسياحة ووزارة المالية، وغرفة الصناعة والتجارة، لكن رغم أنه يفصلنا عن التطبيق التجريبي 5 أيام إلا أن آلية التنفيذ واللائحة التنفيذية لم تصدر بشكلها الواضح.

يضاف إلى ذلك أنه لا يوجد قانون صريح للتهرب الضريبي لضبط المؤسسات والقطاعات الخاضعة للضريبة ومحاسبتها عند الحاجة، كما لم نسمع كيف سيتم مراقبة الأسواق، مع وجود قصور حاليًّا “ومن دون ضريبة” في الرقابة لا سيما من قبل ما يعرف بـ “حماية المستهلك” سواء بالقطاع العام أو الخاص.

جميع الجهات أكدت أنها ستراقب، تضبط، تهتم، ستعمل... لكننا لم نر خطة واضحة المعالم لتنفيذ هذه الوعود.

الخوف، كل الخوف من جشع بعض الشركات والتجار والاستفادة من الـ 5 % لتحقيق المزيد من الأرباح على ظهور المستهلكين.

الناس قلقون من تطبيق الضريبة الجديدة رغم تطمينات الجهات المعنية، فهل قلقهم في محله أم أنها مبالغة بسبب تعودهم على نظام الدولة الريعية؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية