العدد 3725
الأربعاء 26 ديسمبر 2018
banner
نوري المالكي... العرب الآن أمام هذا النوع من الاختبار
الأربعاء 26 ديسمبر 2018

من منطلق الاستيعاب العميق لدروس التجربة الهائلة الدائرة على الساحة العراقية، والتي أفرزت أمورا أساسية على نحو جذري فيما يتعلق بمسح الهوية العراقية على يد النظام الإيراني وأعوانه وأحزابه وقواه، فإن بقاء من هم على شاكلة نوري المالكي نائب رئيس جمهورية العراق السابق يعارض كرامة العراق الشقيق الذي أصبح للأسف الشديد ميدانا للصفويين ومعقلا للعدو الفارسي بعد أن سجل هذا البلد العظيم قصصا من البطولات المشرفة، وكان باسلا شامخا أحرق قواعد الزمرة المجوسية وأنزل بها الخسائر الجسيمة، ليأتي اليوم العميل المالكي ويشارك ويدعم احتفالية بتأسيس مكتب في بغداد لمجموعة مصنفة كمنظمة إرهابية تسمى ائتلاف شباب 14 فبراير، ويلقي تصريحات طائفية سوداء غير مسؤولة مليئة بالجهل والحقد والسقوط الأخلاقي، وعلى إثر ذلك استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة جمهورية العراق لدى المملكة وأبلغته استنكار مملكة البحرين واستهجانها الشديدين لتصريحات المالكي التي تمثل تدخلاً سافرًا ومرفوضًا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وطالبت الحكومة العراقية بالتصدي لهذه التصريحات وإقامة واحتضان مثل هذه الندوات والاحتفاليات لتنظيمات مصنفة كتنظيمات إرهابية على أراضيها.

عندما يشارك هذا المالكي في حفل لمنظمة إرهابية بدون أدنى تردد، فهذا يعني أنه ضد العراق والإنسانية، كيف لا وتاريخه ملطخ بالعار والخيانة، والتاريخ وضع كل شيء في موقعه، فالمالكي كان من أشد المطالبين بقمع معارضي النظام الإيراني الإرهابي وكان على رأس هيئة عملت على إقصاء عشرات الآلاف من الموظفين والعسكريين العراقيين الشرفاء عن مناصبهم أو فصلهم عن وظائفهم كونهم يعارضون النظام الإيراني، كما قام وخطط لعمليات اغتيال للكثير من المعارضين وأهل السنة لكسب خاطر ملالي طهران، لهذا فليس من المستغرب أبدا أن تدور بوصلته نحو سلوك مشين، وأن يحضر احتفالات مجموعة إرهابية مصنفة دوليا على قائمة الإرهاب ويقفز على درجات السلم فرحا بهم على أرض الرافدين ويضحك ويقهقه مثل الأشباح.

إن التاريخ يعيد نفسه والعرب الآن أمام هذا النوع من الاختبار، اختبار من يحاول أن يعيد العراق العظيم إلى الحرف الأول والضياع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية