+A
A-

بملفي الأمن وقضايا الفساد.. إسرائيل تخوض انتخابات مبكرة

دراما بإخراج نتنياهو، شهدتها الحلبة السياسية في إسرائيل بتوافق الائتلاف الحكومي على حل البرلمان وتقديم موعد الانتخابات إلى أبريل المقبل، (9 إبريل على الأرجح)، فنتنياهو الذي لم يرد الذهاب إلى انتخابات قبل أكثر من شهر بعد استقالة وزير الدفاع ليبرمان لفشل المواجهة مع حماس، يتحمس الآن على أرضية أنفاق حزب الله كإنجاز أمني، ولهذا فإن عدم القدرة على تمرير قانون تجنيد المتدينين في الكنيست، لم يكن سببا لتبكير الانتخابات إنما حجة لإعلان ذلك.

وأوضح نتنياهو أن الائتلاف الحالي سيكون نواةً للائتلاف الحكومي المقبل أيضا، وعدد في أول خطاب في الحملة الانتخابية إنجازات الحكومة الاقتصادية والسياسية والأمنية، فتوقف عند كشف أنفاق حزب الله وتعهد بمواصلة استهداف ما سمَّاه التموضع الإيراني. واعتبر الإنجاز الأكبر هو اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها.

تقديم الانتخابات قبل تقديم لوائح اتهام

في حسابات نتنياهو أساساً أنه من الأفضل خوض انتخابات تشريعية قبل أن تقدم ضده لوائح اتهام في قضايا الفساد، لأخذ مصداقية مجددا من الناخبين على شكل استفتاء شعبي، لأنه يفضل مواجهة التحدي القضائي الذي يشكل رهانا على حياته السياسية وهو في موقع رئيس الوزراء، علما أن ملفات الفساد ستكون جزءاً من الحملات الانتخابية لأحزاب المعارضة.

ومن الواضح أن قرار تقديم موعد الانتخابات حسم لدى نتنياهو، الأربعاء، الماضي عندما أعلن النائب العام الإسرائيلي أن النيابة ستقدم لوائح اتهام ضده في أسرع وقت ممكن، وعليه يتوقع نتنياهو أن تقديم الانتخابات سيحول دون إعلان المستشار القضائي عن تقديم لوائح اتهام، خشية من التأثير مسبقا على نتائج الانتخابات، ما يعني أن حسم الملف قد يستغرق شهوراً إضافية.

مشكلة نتنياهو تكمن في أن بعض أحزاب الائتلاف مثل كلنا برئاسة وزير المالية كاحلون، أعلنت أنها لن تكون في حكومة نتنياهو إن تم تقديم لوائح اتهام ضده، رغم أن القانون يجيز له البقاء في السلطة إلى حين تتم إدانته بقرار محكمة نافذ.

استطلاعات الرأي ترجح بقاء حكم اليمين، لكن مهمة نتنياهو تبدو أصعب، مع قرب انضمام رئيس الأركان السابق الجنرال "بيني غانتس" إلى المعركة ويتوقع أن يحصد من 13-16 مقعدا من اليمين واليسار والنائبة المنشقة عن حزب ليبرمان إسرائيل بيتنا، أورلي ليڤي، التي قد تشكل حزبا متوسطا يمكن أن يكون بيضة القبان في تشكيل حكومة جديدة.

نتنياهو يحتاج الصديق ترمب

تأجيل إعلان الخطة الأميركية التي تسمى "صفقة القرن" إلى ما بعد إجراء انتخابات في إسرائيل يبدو قوي الحدوث، بحسب مصادر إسرائيلية سياسية رأت أن الرئيس الأميركي لن يعلن خطة فد تشمل تنازلات إسرائيلية بينما يتنافس نتنياهو على البقاء في الحكم وهو ما يريده ترمب. بالإضافة بعمل نتنياهو على ترتيب استقبال حافل له في البيت الأبيض وربما إلقاء خطاب في الكونغرس، عندما يزور واشنطن في الرابع والعشرين من مارس المقبل، ليكون المشهد دعما لحملته الانتخابية.