+A
A-

موسكو: يجب أن يكون لسيف القذافي دور في مستقبل ليبيا

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إنه ينبغي أن يلعب سيف الإسلام القذافي ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي دورا في المشهد السياسي الليبي.

وذكرت الوكالة أن مندوبا عن سيف الإسلام سلم رسالة منه إلى موسكو هذا الشهر حدد فيها أفكارا لمستقبل سياسي لليبيا، وقالت إن سيف الإسلام على تواصل مستمر مع روسيا.

تستمر روسيا في تحركاتها باتجاه دعم سيف الإسلام القذافي للعودة إلى العمل السياسي وتمكينه من المشاركة في جهود المصالحة الليبية، تمهيدا لمشاركته في الانتخابات الرئاسية، وذلك قبل أسابيع على موعد انعقاد المؤتمر الوطني الليبي الجامع، الذي يأمل أنصار النظام السابق أن يكونوا ممثلين فيه بقوّة.

ودعت موسكو إلى "عدم إقصاء أو عزل أي طرف من حق المشاركة في جهود المصالحة أو الانتخابات الرئاسية المنتظرة في الثلث الأول من العام المقبل".

وينطلق رهان واحدة من أهم القوى الغربية على القذافي الابن، من استراتيجية تتبنّاها موسكو لحل الصراع الليبي، لا ترى فيها أي أفق لتحقيق المصالحة والسلام دون إشراك سيف الإسلام القذافي الذي راكم تجربة سياسية هامّة خلال حكم والده، وكذلك أصوات الداعمين له الذين يمثلون جزءا مهما من الليبيين.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، الاثنين، عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قوله إن "سيف الإسلام وأولئك الذين يدعمونه وهم قبائل معينة في أجزاء معينة من البلاد، يجب أن يكونوا جزءا من العملية السياسية الشاملة، بمشاركة الأحزاب السياسية الأخرى الموجودة في طبرق وطرابلس ومصراتة".

ولم يؤكد بوغدانوف دعم روسيا لسيف الإسلام القذافي كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية، موضحا أن بلاده "تدعم الجميع، وتنطلق من حقيقة أنه لا يجب عزل أحد واستبعاده من عملية سياسية بنّاءة، لذلك فهي تحافظ على الاتصالات مع كل المجموعات الموجودة في الغرب والجنوب والشرق".

وتدافع روسيا عن تمكين سيف الإسلام القذافي من دور سياسي في بلده، قبل انعقاد المؤتمر الوطني الليبي الجامع، الذي أعلنت المتحدثة باسم البعثة الأممية للدعم في ليبيا، سوسن غوشة، الاثنين، أنه سيعقد خلال الأسابيع الأولى من عام 2019، على أن تجرى الانتخابات خلال الربيع المقبل.

ويأمل أنصار النظام السابق بمشاركة مكثفة وفعالة في أشغال هذا المؤتمر الذي ترى بعض الأطراف الليبية أنه سيكون الفرصة الأخيرة لوضع حد لأزمة البلاد، وذلك من أجل تقديم رؤيتهم للحل والمشاركة في أي تسوية سياسية تشهدها ليبيا.

ولم يتم بعد تحديد قائمة المدعوين لحضور هذا المؤتمر ولا مكان انعقاده، لكن عضو الفريق السياسي لسيف الإسلام القذافي، محمد القيلوشي، عبّر في تصريح لـ"العربية.نت" عن أمله أن "لا يتمّ إقصاء أنصار النظام السابق من هذا المؤتمر أو حرمان أي طرف وإلغاء مشاركته"، من أجل مصالحة وطنية مجتمعية شاملة بمشاركة الجميع دون استثناء أو إقصاء، ثم إجراء انتخابات نزيهة.

ونفى القيلوشي ما تم تداوله مؤخرا على بعض وسائل الإعلام من أن "سيف الإسلام طلب دعم روسيا لترشحه في الانتخابات الرئاسية"، مضيفا أن "هذا الموضوع سابق لأوانه في ظل عدم وجود قانون انتخابي ينظم العملية الانتخابية، إضافة إلى أن قرار الترشح يرجع له شخصيا"، موضحا أن الرسالة التي وجهها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تضمنت وجهة نظره للحل في ليبيا فقط.

وعلى الرغم من أن سيف الإسلام القذافي لا يزال مختفيا عن الأنظار، منذ إطلاق سراحه من سجنه بالزنتان في يونيو/حزيران 2017، ولا يظهر في المشهد السياسي، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة، حسمت النافسة لصالحه، وأظهرت أن الكثير يؤيده ليكون رئيسا لليبيا، وذلك بعد حوالي 8 سنوات من ثورة أنهت نظام والده.