العدد 3721
السبت 22 ديسمبر 2018
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
إلغاء الامتحانات النهائية للمرحلة الابتدائية
السبت 22 ديسمبر 2018

تتسبب الامتحانات النهائية في خلق جوٍ من الذعر والخوف والقلق لطلاب المرحلة الابتدائية، بل إن هذه الامتحانات تعتبر تحميلا فوق طاقة الطلاب لكثرة محتوى المواد الدراسية، ومن الطبيعي أن يوجه أولياء الأمور أبناءهم للحصول على درجات عالية وكذلك السعي نحو التفوق، ومن شدة حرصهم يزرعون الرّعب في نفوس أبنائهم من غير قصد أثناء الامتحانات أو قبل موعدها، ما يشكل ضغطاً كبيراً عليهم، وبالتالي فإن كل هذه الأمور تجعل من الامتحانات النهائية استحقاقاً شاقاً على طلاب المرحلة الابتدائية التي تعتبر مرحلة لكسب المعارف والمهارات الأساسية، وهذا الضغط يضعف قدرة الطالب على التحمل والتركيز فيفقد طاقاته التي كان يجب أن يستثمرها بالتدريج لاستيعاب منهجه الدراسي، لذلك فإن إلغاء الامتحانات النهائية سيساهم في رفع حالة التوتر والقلق التي تصاحب الطلاب أثناء الامتحانات النهائية كما سيشجع الطلاب على المذاكرة للامتحانات التكوينية الشهرية بسبب كمية الدروس القليلة فيها، كذلك سيتيح للمعلمين الوقت الكافي لتحليل النتائج ووضع الخطط العلاجية بعد كل تقويم، وبهذا سيكون تركيز المعلمين بشكل أكبر على المعارف والكفايات والمهارات الأساسية ومن ثم الاستغلال الأمثل لكامل أيام التمدرس، إضافة إلى عدم إشغال الكادر التربوي بمتابعة وتنظيم شؤون الامتحانات.

في اعتقادي إن اعتماد الامتحانات التكوينية في الحلقة الثانية يغني عن امتحان منتصف الفصل وكذلك الامتحان النهائي، فثلاثة امتحانات أو أربعة في الفصل الدراسي الواحد كافية لتقويم الكفايات كما هو معمول به في الحلقة الأولى، ولاشك أن التقويم جزء لا يتجزأ من عملية التعلم بل هو مقوم أساسي من مقوماتها، ومن خلاله يتم إصدار الأحكام على المتعلم بناءً على معايير معينة.

إن إلغاء الامتحانات النهائية يراد منه اكتساب مهارات جيدة للطلاب والمساهمة في إخراج جيل يحظى بمهارات وإمكانيات تتمثل في الفهم والابتكار والإبداع وإنهاء الامتحانات التقليدية التي تكرس مبدأ الحفظ والتذكر، فهل ستلغى الامتحانات النهائية كما ألغيت الواجبات المنزلية؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .