العدد 3719
الخميس 20 ديسمبر 2018
banner
يوم الشهيد ومرارة الفراق
الخميس 20 ديسمبر 2018

الذكرى في النفوس باقية والجراح دامية ومازلنا نتذكر يوم سفكت الدماء الطاهرة على أرض البحرين، وسفكت الدماء الزكية في اليمن دفاعاً عن الأمة ودرء خطر هولاكو وتتار هذا العصر، إنهم أبناؤنا وإخواننا الذين رحلوا من هذه الدنيا إلى جنات الخلد بإذن الله.

نتذكر الطرق الوحشية التي زهقت بها أرواحهم، فهل تذكرون المريسي وكيف سحنته عجلات سياراتهم وهم يرقصون من حوله، هل تذكرون الضابط الإماراتي وكيف غدر به الخونة القتلة الذين لم يراعوا حرمة قتل النفس، أتذكرون زهرة صالح الفتاة التي كانت في عودتها من عملها، وكيف غرس السيخ في رأسها وماتت بدون أن تطأطئ رأسها وقد رسمت الابتسامة على وجهها، أبداً لن ننسى عمال المطعم الذين ماتوا حرقاً في التسعينات عندما أغلق الباب عليهم، فأية قلوب هذه وأية نفوس بشرية تكون لذتها في إزهاق الأرواح، نعم شهداؤنا ذهبوا ضحية الغدر، هذا الغدر الأسود تمت ممارسته في البحرين وبنفس الأسلوب وطريقة القتل التي تنفذها المليشيات المجرمة في شعب العراق والشعب السوري، جميعهم ضحايا الحقد والخيانة من الذين يسعون إلى سلب السلطة بسفك الدماء.

ضحوا بأرواحهم لنعيش بأمن وأمان، ضحوا بأرواحهم وهم يحرسون أرض البحرين من غدر الانقلابيين، ومن غدر من ملئت نفسه شرا وطمعا للوصول إلى السلطة، هذا الشر الذي نتمنى أن يقتلع من أرض البحرين اقتلاعاً لا عودة له، وحتى يكون هدر الدماء الزكية الطاهرة مقابل تطهير أرض البحرين وأخذ الدرس والعبرة بأن لا تعود لهم كرة ولا تقوم لهم قائمة.

نعم إنه يوم الشهيد الذي يجب أن تكون ذكراه محفورة في نفوسنا ونفوس أبنائنا وأجيالنا، فالواجب اليوم أن نسلح أنفسنا وأبناءنا بسلاح التوعية بأن الوطن أمانة والمحافظة على أمنه واستقراره من أعلى مراتب الإيمان، وأن يتعلموا أخذ الحيطة والحذر فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، وأن يكون الجميع على مستوى اليقظة المطلوبة، كما تفعل الدول المتقدمة علينا بالحضارة العصرية إلا أنها لا تتهاون في سبيل حفظ أمنها فتذهب ببارجات وتهاجم بصواريخ فتاكة لتدرأ أي خطر مستقبلي، وليس خطرا موجودا، لأن الخطر الموجود تتعامل معه مباشرة وفي نفس اللحظة ضاربة كل القوانين الدولية عندما يكون أمن بلادها أولا.

الشهداء ذهبوا إلى ربهم وإن شاء الله سيكونون من المقبولين في درجات الشهداء والصديقين، لكن ينبغي علينا أن نتذكر الشهداء ونتذكر من غدر بأرواحهم حتى لا تتكرر الكرات ولا يسقط الشهداء، فأرواح أبنائنا وإخواننا غالية علينا ورحيلها عن أهلها مؤلم جداً، لا يشعر بحرقته إلا من عاش مرارة الفراق وحرقة الشوق.

كما تفعل الدول المتقدمة علينا بالحضارة العصرية إلا أنها لا تتهاون في سبيل حفظ أمنها فتذهب ببارجات وتهاجم بصواريخ فتاكة لتدرأ أي خطر مستقبلي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية