لقد سطر شهداء البحرين خلال خوضهم معارك الدفاع عن الوطن بميادينها المتعددة وحقولها الواسعة أرفع درجات العزة والكرامة وصورة جميلة رائعة تشير إلى قوة وعظمة العسكري البحريني الذي لا يهاب مواجهة العدو ولا يتخلى أبدا وتحت أي ظرف كان عن أداء واجبه كاملا نحو أرضه وقضايا أمته، وسوف يستمر على الطريق، طريق الاستعداد للتضحية بالنفس وهي أقصى ما يملك في سبيل حفظ أمن واستقرار البحرين.

وفي كلمة جلالته السامية بمناسبة أعياد البحرين الوطنية يومي 16 - 17 ديسمبر قال سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه (في موقف الاحتفاء بيوم الوطن، ومن منطلق واجبنا أمام تضحيات أبناء البحرين، نفخر باستذكار دروس الوفاء والشجاعة التي قدمها شهداؤنا البررة على مر التاريخ، لنستلهم منها العبر في بذل الغالي والنفيس لحماية الوطن والذود عن مصالحه بأروع الصور، ولا يسعنا هنا إلا أن نسأل العلي القدير أن ينعم على شهدائنا بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنهم فسيح الجنان).

الأرض التي تقدم الشهداء وتسيل فيها دماؤهم الطاهرة.. دماء الكرامة والنبل.. هي بلد عظيمة وتحمل آمال الأمة نحو الأفق، ولها من القوة ما لا يمكن وصفه، والبحرين وقفت بحزم إلى جانب الحق وانتصرت على الباطل والشرور والعدوان بتضحيات وصلابة أبنائها الأبطال القادرين على خوض كل المعارك حتى النصر، فصلابة وتصميم العسكري البحريني وعزمه اللامحدود على النصر تحول إلى قصة فرسان شهيرة يتحدث عنها القاصي والداني، حيث استطاع أن يدون تاريخا مشرفا على جبهة السماء وعلى جدران الكون، جندي لا تتزحزح قدماه عن ساحة النصر ورفعة راية الوطن، فالنصر هو أنفاسه والحنجرة التي تغذيه.

إن استذكار شهداء الوطن والواجب يضع بين أيدينا دروسا كثيرة ويثري الوجدان بمعرفة أداء الواجب وكيفية إحراز النصر، كما أنه دافع نحو تحقيق مزيد من التضحية وخدمة البحرين وقيادتها وحشد كل الطاقات والإمكانيات للوقوف بشموخ في ساحات القتال بقلب مفعم بالعزة والكرامة.