أفراحنا واحتفالاتنا بالعيد الوطني المجيد وذكرى تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في البلاد، تأتي كالعادة في كل سنة قبل أيام قليلة من احتفال العالم بدخول العام الميلادي الجديد وما يحمله ذلك ويعنيه من استشراق واستنشاق للأمل والإيجابية والتفاؤل، كما أن أفراحنا واحتفالاتنا امتازت هذا العام بتزامنها مع تحقيق الكثير من الإنجازات والمكتسبات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية التي تفضل جلالة الملك بإيجاز بعضها في خطابه السامي في افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، والتي كان من أبرزها ترسيخ قواعد دولة المؤسسات والقانون، وتعميق أسس ودعائم تجربتنا الديمقراطية، وتمكن المرأة من تثبيت مكانتها وتأكيد دورها وحضورها في مسيرة العمل الوطني، التي أصبحت اليوم تمثل إرادة الأمة بتبوئها رئاسة مجلس النواب، وأصبحت تشارك الرجل بشكل مباشر في مهمة الدفاع العسكري عن الوطن بقيادتها أكثر الطائرات الحربية تطورًا.

وقد حظي الجانب الاقتصادي بمساحة واسعة في خطاب جلالته الذي أكد التزام الدولة بالمحافظة على نمو الاقتصاد الوطني، والسعي لتنمية مصادر الدخل ومواصلة استقطاب وتشجيع تدفق الاستثمارات الداخلية والخارجية وخلق مزيد من فرص العمل، “وتنمية القطاع النفطي الذي يشهد بدوره طفرة نوعية باكتشاف أكبر حقل للنفط والغاز في تاريخ البحرين”.

وعلى صعيد الإنجازات الرياضية وبمشاركة وإشراف من صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة فقد حصدت البحرين عن جدارة 197 ميدالية ذهبية، و158 ميدالية فضية و153 ميدالية برونزية في هذا العام فقط.

وفي إطار الاحتفال بالعيد الوطني، وفي الوقت الذي كان فيه جلالة الملك يلقي خطابه، أعلنت شركة ألمنيوم البحرين عن تشغيل خط الصهر السادس رسميًا من خلال توصيل أول خلية صهر بالطاقة وذلك قبل الموعد المحدد، وعند الانتهاء قريبًا من تشغيل جميع خلايا الصهر البالغ عددها 424 خلية ستصبح البحرين حاضنة لأكبر مصهر للألمنيوم في العالم.

إننا جميعًا كمواطنين ندرك بأن النجاح في تحقيق هذه الإنجازات والمكتسبات جاء على الرغم مما واجهناه من صعوبات وتحديات.

وأكد جلالة الملك في خطابه السامي على ضرورة “مراعات أعضاء السلطة التشريعية أولويات العمل الوطني والمتطلبات المستقبلية، ودعم الإصلاحات والإجراءات الضرورية، ومن بين أهمها، ما تعلق باستدامة الصناديق التقاعدية لضمان قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها تجاه الأجيال القادمة”.

إلا أن الأمر الذي يتطلب منا جميعًا في المرحلة القادمة الاهتمام والتفهم والمساهمة والتعاون في تحقيقه هو ما يتعلق بتحقيق التوازن المالي الذي لم يعد يحتمل التسويف والمساومة والتأجيل، ولا يجب أن يتعرض لأي نوع من أنواع المناورات والمزايدات في داخل البرلمان أو خارجه، فقد قال جلالة الملك في خطابه السامي: “فعلى صعيد التنمية الوطنية، يأتي في مقدمة أولوياتنا هدف تحقيق التوازن المالي باعتماد برنامج محدد المعالم، يعمل على التسريع من جهودنا الوطنية لتصويب وضع الموازنة العامة و تنويع إيرادات الداخل”.

وفي هذا اليوم الأغر، يوم احتفالنا بعيدنا الوطني المجيد والذكرى التاسعة عشرة لتولي مليكنا المفدى مقاليد الحكم في البلاد، يسعدنا كثيرًا أن نرفع أطيب التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الغالية إلى قيادتنا وحكومتنا الرشيدة، وأن نشكرهم جزيل الشكر على ما تم تحقيقه من إنجازات ومكتسبات لصالح الوطن وعلى رأسها تحقيق الاستقرار والأمن والأمان لأنفسنا ولوطننا الغالي، مدركين كل الإدراك أن الاستقرار والأمن والأمان هي دون أدنى شك أهم عناصر ومتطلبات وركائز التطور والنمو، ومدركين أيضًا بأننا تمكنا من تحقيق ذلك بفضل وعي وفطنة شعب البحرين الأبي بشرائحه وأطيافه كافة، وبفضل حكمة وحنكة قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها جلالة الملك المفدى مؤزرًا بصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر ومدعومًا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين. إننا نشد على أيديهم ونعاهدهم على السير على خطاهم جنودًا مخلصين لخدمة هذا الوطن والدفاع عنه بمهجنا وأرواحنا، مع دعائنا لهم بالتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.