لا يعني الانتقاد الصحافي على بعض الملفات، بأن محبة البحرين غائبة عن الأذهان، بل على العكس، لأننا نحب هذه الأرض ومن عليها، نقدّس واجبنا الوطني حين نكتب، وحين نشير لمواضع الخلل، وندعو، ونطالب، ونقول.

ولأننا نحبها، ونحب أهلها الطيبين، نحرص أن تكون الأولى في كل شيء، وأي شيء، استثنائية في مدنها، وقراها، وبقلوب أبنائها، وأخلاقهم، وقيمهم، التي لطالما كانت سمات رائعة، تميز هذه الأرض عن غيرها، بمعطيات اختلاف لا مثيل لها.

ويقودنا هذا الحب المتجدد، إلى أهازيج المشاعر والشجون التي تغرق بها المدارس، وأماكن العمل، والشوارع، والأزقة هذه الأيام، باحتفائيات العيد الوطني، وبمشاهدات متكررة، وثابتة تؤكد أن البحرينيين، هم البحرينيون، وأن لا خلاف بولائهم، وتضحياتهم، مهما صعبت الظروف، وتزايدت.

هنالك حكايات عجيبة في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة من العالم، تجعلها دومًا محط أنظار مستمرة من دول الإقليم والعالم، وانتباه، وهي تعج دومًا بالحوادث، والمفارقات، والمتغيرات، والمكتسبات، التي تفتقر إليها، موسوعات الدول الكبرى، برقعتها، وعدد سكانها، وتاريخها نفسه.

نفخر نحن البحرينيين، بتاريخ بلادنا، وبمنجزات ملكينا حفظه الله ورعاه، الذي قدمنا للعالم، تحت أفق مشروعه الإصلاحي الناهض، مملكة متطورة ومزدهرة في كل شيء، وشعب متقدم، يحترم الآخرين، ويرحب بهم، ويحتضنهم، بشتى أعراقهم، وأجناسهم، وألوانهم، ودياناتهم، بمزيج استثنائي من التعايش الإنساني.

ونفتخر أيضًا بأن البحرين، وبسواعد أبنائها، استطاعت أن تضع له موطأ قدم مؤثرة ومستحقة في المحافل الأممية، والعالمية، باليونسكو، وغيرها، برسالة مستمرة، تؤكد أن الحضارات القديمة التي نفاخر بها، كدلمون، وتايلوس، وأرادوس، لا تزال قائمة، ولكن بتشكيلات جديدة.