العدد 3711
الأربعاء 12 ديسمبر 2018
banner
مجلس الدوي ودوره الوطني
الأربعاء 12 ديسمبر 2018

إبراهيم الدوي، صاحب مجلس الدوي العامر بالمحرق رجل وطني يعشق تراب بلده ويبذل ما في وسعه من أجل رفعة البحرين، مجلس ليس مجرد مكان للتعارف وتناول القهوة وتبادل الأحاديث، وإن كان قد بدأ كذلك شأن الكثير من المجالس الأخرى، لكنه بمثابة ساحة واسعة لتبادل الأفكار والمعلومات ومركز للإشعاع الثقافي والفكري يستمع فيه الحاضرون لمحاضرات وكلمات ومداخلات من الكثير من الشخصيات الراقية التي اعتادت ارتياد هذا المجلس المحترم.

الكل يستفيد ويفيد لأن الأمر لا يتوقف على مجرد الاستماع، لكن يتحول المجلس في كثير من الأحيان إلى حلقة للعصف الذهني حول إحدى القضايا المهمة التي تشغل الرأي العام البحريني، يشارك فيها الحاضرون بشكل غاية في الرقي والاحترام مما يخلق ثراء فكريا واستفادة عامة لجميع الحاضرين.

هناك يلتقي الإنسان كتابا وأكاديميين ورجال دين ومثقفين وفنانين من أعمار مختلفة، وهناك تطرح قضايا متنوعة ابتداء من قضايا البيئة والمرأة ووصولا إلى القضايا التي تؤثر على الأمن القومي للبحرين ودول الخليج عموما، وهناك تجد الأشقاء العرب أيضا وليس أهل البحرين فقط مما يخلق نوعا من التفاهم وتبادل الأفكار بينهم وبين الحاضرين. لكن أهم ما يميز مجلس الدوي هو النزعة الوطنية الواضحة من خلال الموضوعات التي تطرح داخل المجلس ومن خلال حالة الحوار الدائمة التي تعلي قيمة المواطنة على ما سواها وهذا السر في نجاح المجلس وزيادة عدد رواده من أنحاء البلاد. لقد قال لي أحد الأشقاء العرب إن المجالس الأهلية، وخصوصا مجلس الدوي هي من أجمل ما في البحرين، لأنها تخلق حالة من التواصل الدائم وتعمق إحساس البحرينيين بأنهم أسرة واحدة وتؤدي إلى تفريغ الطاقة السلبية من خلال الحوار البناء بين أناس من تخصصات وأعمار مختلفة وهو ما ينعكس إيجابا على صحة المجتمع ككل ويتغلب على حالة التباعد التي نتجت عن وسائل التواصل الاجتماعي التي أبعدت الناس عن بعضهم حتى أبناء الأسرة الواحدة.

إن المجالس البحرينية عامرة، ومجلس الدوي علامة من علامات المحرق، المحرق مهد التاريخ ومهد العروبة والعروبيين، ولتبقى مجالسنا وسيلة لنشر الوعي الوطني ونبذ الفرقة والطائفية، ولتبقى مجالسنا وسيلة للتواصل والتفاعل المجتمعي والتغلب على الآثار السيئة لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية