+A
A-

تحركات روسية لتمكين سيف الإسلام القذافي من دور بارز

في ظل الجهود المبذولة من المجتمع الدولي لإحلال السلام في ليبيا، ظهرت جهود لإعادة تأهيل سيف الإسلام القذافي وإرجاعه إلى المشهد السياسي، عبر تمكينه من القيام بدور بارز في مسار المصالحة الليبية، وإعادة توحيد ليبيا.

وتقود هذه الجهود روسيا، التي تتبنى قيادتها، فكرة مفادها أنه لا يمكن إرساء سلام دائم دون إشراك سيف الإسلام القذافي، الذي يحظى بدعم كبير من قبل جزء من الليبيين، ودمج أنصار الزعيم الراحل معمر القذافي في العملية السياسية.

هذه الفكرة التي طرحتها روسيا ودافعت عنها في مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية، أعطت دافعا قويا لسيف الإسلام القذافي، وهو مرشح متحمل للانتخابات الرئاسية، فسارع بإرسال رسالة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قدم فيها وجهة نظره للحل في ليبيا، ورأى أنه يرتكز على نقطتين تتمثلان في إنجاح الملتقى الوطني العام الذي يفضي إلى مصالحة وطنية مجتمعية شاملة، بمشاركة الجميع دون استثناء أو إقصاء، وإجراء انتخابات نزيهة.

واختفى سيف الإسلام القذافي عن الأنظار منذ إطلاق سراحه من سجنه بالزنتان في يونيو 2017، كما لا يعرف مكان وجوده، لكن يبدو أنه ينشط سياسيا وفي كل الاتجاهات، إذ كشفت روسيا على لسان رئيس مجموعة الاتصال الروسية لتسوية الأزمة الليبية، ليف دينغوف، عن وجود اتصالات بين بلاده وسيف ‏الإسلام القذافي.

وأوضح دينغوف في تصريحات صحافية خلال حضوره في مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية، الذي عقد منتصف الشهر الماضي، أن روسيا تنظر بإيجابية لدور سياسي يضطلع به نجل القذافي في الفترة القادمة، نظرا لأن "لديه اعتبارا ووزنا سياسيا في بلاده"، كما تدافع عن إيجاد مكان له ليكون ضمن الأطراف المشاركة في ‏العملية السياسية الليبية، "لسبب بسيط وهو أن هناك مجموعة معينة من الناس تدعم كل ما يتعلق بالقذافي وعائلته".

ودعا دينغوف بطريقة غير مباشرة، المحكمة الجنائية الدولية، إلى إعادة النظر في قرار ملاحقتها لسيف الإسلام القذافي وإنهاء تتبعاتها، من أجل تمكينه من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في ليبيا، في مارس/آذار 2019.

وقال في هذا السياق إنّ "سيف الإسلام متفائل جدا، ولديه فريق يدعمه، ولكن يجب ألا ننسى أن هناك عقوبات ضده وحتى يتم رفع هذه العقوبات، لا أعتقد أن مشاركته ستكون مشروعة، لأن الانتخابات ستجري تحت رعاية الأمم المتحدة".

ويأتي دعم الجانب الروسي لعودة سيف الإسلام إلى المشهد الليبي مجددا، من منطلق حصول الأخير على دعم العشائر الليبية الأكثر تأثيرا في البلاد، إذ سمّي نجل القذافي منذ فبراير/شباط الماضي قائدا للمجلس الأعلى للعشائر، أي أنه يعدّ الممثل الشرعي الوحيد للعشائر الموالية للقذافي في أيّ مفاوضات مع الفاعلين السياسيين، داخل هذا البلد الذي تتمتع فيه القبائل أو العشائر بوزن سياسي واجتماعي كبير.