للديمقراطية قيمة حضارية وإنسانية في الدول التي تعرف أهميتها والشعوب التي تمارسها، والبحرين وشعبها من الدول والشعوب التي تعشق السياسة وتدرك أهمية الديمقراطية، والانتخابات جزء من الممارسة الديمقراطية، والبرلمان والمجالس البلدية في البحرين لا يمكن أن توجَد بدون الانتخابات. لأجل هذه القيمة الحضارية والإنسانية وللشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه البحرين، وتعزيزًا للمكتسبات السياسية وتلبيةً للواجب الوطني توجه الناخبون في داخل البحرين وخارجها في يوم السبت 24 نوفمبر لانتخاب ممثليهم في الهيئتين التشريعية والبلدية، بمعدل مشاركو وصل نحو 67 %، وفي يوم السبت الأول من ديسمبر توجه الناخبون ثانية لاستكمال قرار مشاركتهم الانتخابية في الدوائر التي لم تحسم الفوز.

في الجولتين فازت البحرين وشعبها وديمقراطيتها، وفي مقدمتهم مشروع الإصلاح الوطني الذي وضع بذرة الديمقراطية وعززها بالكثير من المكاسب، المُرشحون الذين لم يحالفهم الفوز لم يخسروا المال ولا الوقت ولا المقاعد النيابية أو البلدية، بل تميزوا بشرف الترشح وهو الواجب الذي لبوه عن قناعة ورغبة وطنية، فلا خسارة أو ندم على تأدية الواجب الوطني، فالخسارة والندامة من نصيب أولئك الذين لم يُشاركوا في الانتخابات فخسروا بذلك حقهم وأهدروا واجبهم بعدم مشاركتهم مع شعبهم في الانتخابات، البحرين فازت وحققت نجاحًا كبيرًا ومُذهلًا وهذا بفضل مشاركة الجميع، الرجال والنساء، الشيوخ والشباب، وكذلك بجهود وتعاون جميع مؤسسات الدولة الأمنية والإعلامية والقضائية والسياسية والحقوقية، كل أولئك وغيرهم بذلوا جهودًا كبيرة واستثنائية حققت هذا النجاح. إن توافد الناخبين وتحقيق نتيجة مُتقدمة في المشاركة الانتخابية عكس الوعي السياسي البحريني وأكد أن البحرين في مأمن وخير، وأن مشروع الإصلاح مُستمر ولن تعرقل المسيرة الديمقراطية البحرينية أية شوائب سياسية أو تدخلات خارجية، بل إن هذه الشوائب وتلك التدخلات ستصقلها قوة وستكسبها صدقًا وستكون بردًا وسلامًا عليها.

انتخابات 2018م ستبقى علامة مُضيئة في مسيرة العمل السياسي والديمقراطي البحريني ومؤشرًا على ارتفاع الوعي الوطني لمختلف فئات الشعب في تغليبهم المصلحة الوطنية على أية اعتبارات أخرى، وهذا النجاح الديمقراطي تحقق في شهر ديسمبر وهو شهر المناسبات الوطنية وفي مقدمتها احتفالات البحرين بالعيد الوطني وعيد جلوس جلالة الملك المفدى.