العدد 3702
الإثنين 03 ديسمبر 2018
banner
أيّها النواب لا تخلفوا وعودكم
الإثنين 03 ديسمبر 2018

الآن وبعد أن تم إعلان أسماء الفائزين بمقاعد المجلس النيابي 2018م، وفرح الفائزون بنصرهم، فإننا سنشهد انحسارا للشعارات وكأنّها ليست أكثر من أدوات لحصد الأصوات، والذي نتمناه ألاّ تتكرر نغمات أطلقها من تعاقبوا على المجلس النيابيّ من قبيل “نحن لا نملك خاتم سليمان أو عصا موسى كي نلبي آمالكم وطموحاتكم ولسنا صناع المعجزات”، وللعلم لم يكن بين طموحات الجمهور أي شكل من المعجزات أو المستحيل.

نتذكر أنّ هناك إشارات استباقية صدرت لبعض من حالفهم الحظ في الاستحقاقات السالفة بعدم توجيه أيّ لوم أو عتاب بالتقصير فضلا عن المحاسبة أو “المساءلة” عن التقصير - وهي بالمناسبة حق أصيل للمواطن - لمن تجشم عناء انتخابهم. إنّ الجمهور الذي لبى الواجب واستجاب لنداء الوطن بإدلاء صوته حاول أن يتناسى ما حمله نواب برلمان 2014م من أعباء وما أرهقوه بما لا طاقة للناس به، وتمثل ذلك في رفع الدعم عن السلع تارة وفرض القيمة المضافة تارة أخرى، أي أنّ المواطن لا يفيق من صدمة حتى تحل به الأخرى ناهيك عن تنكر الأغلبية لوعودهم إبان حملاتهم الانتخابية.

كانت الجماهير المتدفقة على المراكز الانتخابية قد مسحت ما تراكم في النفوس من آثار، مستبشرين بأنّ عهدا جديدا سيطل عليهم طافحا بالأمل والأمنيات، ولعل الذي منحهم كل هذه الثقة والأمل أنّ وجوها جديدة بينهم تحمل قدرا من المسؤولية والكفاءة ستنجز لهم شيئا من آمالهم، ومن شاهد جمهور الناخبين لا شك أنه قرأ في عيونهم أملاً ألا يصدموا باختياراتهم هذه المرة.

لسنا دعاة للتشاؤم ولا هواة لزرع الإحباط خصوصا أن مرحلة جديدة في تاريخ الوطن ستحمل الكثير من الأمل، بيد أنّ الذي نرجوه أن تكون الأمنيات بحجم الواقع، ذلك أنّ أي مواطن تقابله وتسأله عن أمنياته من المجلس النيابي القادم فإنها لا تخرج عن السعي نحو تحسين وضعه المعيشي وحل القضايا المؤرقة له آناء الليل والنهار وعلى رأسها المعضلة المزمنة البطالة، إضافة إلى حلمه بسكن لائق وكريم، ونعتقد أنها أحلام مشروعة وواقعية لأي إنسان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .