العدد 3701
الأحد 02 ديسمبر 2018
banner
قراءة الغد
الأحد 02 ديسمبر 2018

كان مجلس الرئيس في نسخته الماضية مفعما بالقضايا الحوارية، والمناقشات الإيجابية عن تاريخ جديد تكتبه البحرين بتنظيمها استحقاقا مشرفا، مارست فيه جميع الأطراف واجبها الوطني، ودورها الريادي في صناعة السعادة.

نعم، إنه استحقاق يحقق البهجة والثقة في النفس، ويعيدنا إلى الأيام الجميلة التي يبشر بها جلالة الملك حفطه الله ورعاه.

رئيس الوزراء في قراءته للغد يتقدم جميع مشاهد التألق، فيتحدث بالعمق ذاته، وينوه بالحكمة ذاتها، إننا على مشارف مرحلة جديدة من النماء والاستقرار، من الانضباط والازدهار، وأن التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية هو عنوان المرحلة المقبلة، وأن التعاطي مع المتغيرات سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية، سوف تلقي بظلالها الكثيفة على أداء البرلمان، على حاجات الوطن واحتياجات المواطن، على اعتبارات الأمن، واحتمالات المستقبل.

من هنا يمكننا استخلاص ما يلي:

أولا: إن هذه المرحلة هي امتداد طبيعي واستمرار لمراحل سابقة.

ثانيا: إن هذه المرحلة تبدأ ومملكة البحرين تكون قد نجحت بتقدير امتياز في تنظيم عرس ديمقراطي لم تشوبه شائبة، ولم تعكر صفوه أية انتهاكات.

ثالثا: ومثلما يؤكد جلالة الملك حفظه الله ورعاه أننا على مشارف الأيام الأجمل التي لم نعشها بعد، وهو ما يعني أن الدولة من رأس هرمها الشامخ إلى حكومتها الرشيدة إلى قاعدتها الشعبية العريضة قد دخلت وبجدارة عصر الأمم الراقية المتألقة، التي تعرف كيف تدير العمليات الانتخابية الاستحقاقية، ثم كيف تخرج بالعرس الديمقراطي إلى مراحل جديدة أكثر إشراقا وتحضرا .

كل ذلك كان محط أنظار الحضور في مجلس الأحد الماضي، وكل ذلك كان بمثابة الحجر الثقيل الذي يتحرك باتجاه النهر الكثيف، وكل ذلك يعبر بجلاء عن طموح شعب ذهب بحس وطني مخلص ليدلي بصوته مختارا نائبه المفضل ، ومعبرا عن أحلامه في نائبيه.

صحيح أن المتابعة للمجلس المهيب، كان لابد أن تحظي بالاقتراب الحميم، حيث القراءة للمشهد الحماسي تتطلب قدرا من التفكر، وكثيرا من التبصير.

لكن الصحيح أيضا عندما نرى مثل قادتنا أننا أمام مرحلة جديدة يبشر بها خليفة بن سلمان، وبعهد جديد ضمن سلسلة الاستحقاقات التي جاء بها المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك حفظه الله ورعاه، فإننا نكون قد تحدثنا عن واقع وليس عن خيال، عن أفعال وليس عن أقوال.

إن الحكومة برئاسة الأب الرئيس دائما ما تدرك أن العهد النيابي كان ومازال يمثل أيقونة ميثاق العمل الوطني، وأن الغرفتين المباركتين اللتين يتم عن طريقهما التشريع والمراقبة على الأداء قد تواجهان تحديات غير مسبوقة، من الميزانية المتراجعة، إلى التنمية المستدامة بمشاريعها الممتدة، فإلى الرؤية الشاملة لاقتصاد يقوم على المعرفة، والإبداع والابتكار ولا يعتمد على الصدفة أو موارد اللحظة.

إن خليفة بن سلمان يدرك دائما أن الفعل يعادل رد الفعل رغم ميزته الاستباقية، هو الذي يوفر حرية الحركة في المكان والزمان ، ويجعل من الإنسان على أهبة الاستعداد لمواجهة الصعاب ودرء المخاطر، والاحتراز من المفاجآت، إنه باستمرار العلم القائم على التوقع والأمل المتحول إلى عمل.

لذلك يمكن ترجمة شعار المرحلة وأية مرحلة على أنه البناء على ما فات واحترام روعة الماضي وبديع الذكريات، والوقوف يدا بيد، وكتفا بكتف، قابلين بالتحدي، وعازمين على التصدي، ورافضين الانقسام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية