العدد 3700
السبت 01 ديسمبر 2018
banner
“الضريبة يايتكم تدبي... تدبي”
السبت 01 ديسمبر 2018

مع بداية العام المقبل 2019 ستفرض ضريبة القيمة المضافة بواقع 5 بالمئة على مجموعة من السلع والخدمات وعلى الإنتاج والتوريد والاستيراد وصولا للمستهلك البحريني، وذلك تماشيا مع التزام مملكة البحرين بالاتفاقية الموحدة لفرض ضريبة القيمة المضافة التي وقعتها في العام 2015 مع دول الخليج، وأعطت تلك الاتفاقية الحق للدول في اتخاذ السياسات الضريبية بالإعفاء أو الفرض في الكثير من القطاعات منها الصحية والتعليمية والعقارية وغيرها من الخدمات المالية المحلية وذلك في محاولة لتعزيز وتنويع الإيرادات المالية غير النفطية.

مع اقتراب موعد تفعيل الضريبة التي ستفرض على الفارق بين سعر الشراء من المصنع وسعر البيع على المستهلك البحريني فهي بلا شك ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار، على إثر ذلك بدء قلق المواطن صاحب الدخل الشهري المتواضع يزداد وتضاعفت مخاوفه وتوجساته لما ستسببه له من أعباء مالية إضافية على ميزانيته الشهرية التي هي أصلا محدودة ويئن من شيخوختها وضعفها حيث لا تستطيع تسيير حياته اليومية.

وفي الوقت الذي يشتكي فيه الناس من غلاء جميع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والتي بدورها ترتفع ولا تنزل قيد أنملة، إضافة إلى ارتفاع سعر وقود السيارات وغيرها من الأمور الأخرى، تأتي الضريبة لتكمل منظومة تصاعد الأسعار.

عموما بعد فترة قصيرة “الضريبة يايتكم تدبي.. تدبي”، وتطبيقها سيؤثر بشكل طبيعي على القدرة الشرائية للمستهلك المحلي، لهذا أصبحنا كمواطنين محاصرين من جميع الجهات، وأمامنا الآن حزمة من الأسئلة بعد أن صارت الضريبة حديثنا اليومي وشغلنا الشاغل، هل الجهاز الوطني للضرائب الخليجية الذي تم إنشاؤه حديثا قادر على القيام بهذه المهمة الصعبة وذلك بملاحقة المتهربين من الدفع وغيرها من الإشكاليات التي حتما ستحدث؟ وهل هناك نية لدى وزارة المالية في فرض المزيد من الضرائب الأخرى خلال الفترة القادمة؟ السؤال الذي يليه ماذا عن دور وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، هل ستكتفي بالبرامج التوعوية والمساندة لتطبيق الضريبة على المبيعات، وماذا عن واجبها في السوق البحريني والحد من التجاوزات؟

وأخيرا المستهلك المحلي في حال رصد تجاوزا في إضافة الضريبة على السلعة المعفاة في هذه الحالة “من رفيجه؟”، هل يلجأ إلى وزارة الصناعة والتجارة والسياحة أم المالية أم يظل “دودهو من دودهك من أشدخك”؟.

المطلوب فورا من تلك الجهات الرسمية نشر الوعي والتوضيح كي يكون الجميع على بينة قبل تطبيق الضريبة. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية