العدد 3699
الجمعة 30 نوفمبر 2018
banner
هل نصل إلى تشكيلة نيابية أفضل؟
الجمعة 30 نوفمبر 2018

أجواء وطنية جميلة تعيش على وقعها بحريننا الغالية هذه الأيام تزامنا مع الانتخابات النيابية بغية حسم التشكيلة النهائية لأعضاء الغرفة التشريعية المنتخبة وسط منافسة ملتزمة خلت من التجاوزات القانونية إلا ما ندر.

أجمل ما ميز المشهد الانتخابي يوم السبت الماضي هو ثنائية الحب والحرية، فمن ترك عمله أو برنامجه للاسترخاء في إجازة نهاية الأسبوع وقطع مشوارا ليصل إلى مركز الاقتراع، لم يتحمل العناء إلا محبة لهذه الأرض وبحثا عن مستقبل أفضل له ولأبنائه فيها.

والأروع هو الإحساس بالحرية الذي ارتفع مع تلاشي الضغوط السلبية التي تشيعها بعض الجمعيات السياسية قبيل الدورات الانتخابية السابقة، ونتيجة أيضا للأجواء الإيجابية التي عززها تصريح وزير العدل وتأكيده للبحرينيين أن عدم توجههم لصناديق الاقتراع لن يقابل بحرمان من الخدمات والبرامج الحكومية.

أجل، إن حديث الشيخ خالد بن علي الجمعة الماضية بعث ارتياحا كبيراً بين عامة الناس، فالكلام عن تجميد وتعطيل حقوق الناس واستثنائهم من أنظمة التقاعد أو الإسكان كعقاب ليس مقبولا بتاتاً، فالبحرين ليست بحاجة لصوت انتخابي يؤخذ بـ “الخوف”.

نحن اليوم بحاجة ماسة لمجلس نواب قوي في تمثيله وبصيرته، يسهم في إخراج البحرين من أزمتها المالية دون المساس بالواقع المعيشي للناس، هل هذا أمر مرجح الحدوث؟ يصعب القفز إلى هذه الفكرة “الوردية”، لكن نتائج الدور الأول تعطي مؤشرا بأن الناخبين تحركوا لأجل التغيير، وكثيرون عاقبوا ممثل دائرتهم على ضعف أدائه أو موقفه من ضريبة القيمة المضافة.

كمواطنة وكاتبة صحافية تتابع الشأن البرلماني عن قرب، أشارك السواد الكاسح من البحرينيين مشاعر الإحباط من أداء المجلس في دورته السابقة، لذا أدعو قراء هذه الزاوية الكرام إلى التحرك مجددا غداً (السبت) لاختيار أفضل تشكيلة ممكنة لمجلس يملك الكلمة الفصل في قضايانا المحورية لأربع سنوات قادمة.

قد لا نصل إلى مجلس بمستوى الأحداث والتطورات، ولكنني أتوقع أن تسهم مشاركتنا الأوسع في إنهاء ممارسات “مخجلة” شهدناها في السنوات الأخيرة ابتداء من “الشجار والعراك والتهديد بين الزملاء البرلمانيين”، مرورا “بصراخ وعويل أثناء مناقشة القوانين ينتهي بالموافقة عليها”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية