العدد 3697
الأربعاء 28 نوفمبر 2018
banner
المرأة والعمل النيابي
الأربعاء 28 نوفمبر 2018

كانت انطلاقة المشاركة السياسية للمرأة البحرينية مع بداية المشروع عام 2002م، وإعلان الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة أن إمكانية تولي إحدى السيدات رأس السلطة التشريعية لم يعد أمرا بعيد المنال، فالمرأة تتوفر على العناصر التي تجعلها قادرة على أخذ دورها في العملية السياسية، ومن بين تلك العناصر الخبرة التراكمية إلى جانب الثقة التي يوليها لها المجتمع البحرينيّ.

وبالنظر إلى النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات النيابية في جولتها الأولى، استطاعت مترشحتان الفوز بالمقعد النيابي بعد أن كسبتا ثقة أغلبية الناخبين، بالطبع لم يكن الفوز سهلا كما قد يبدو للبعض قياسا بأعداد المترشحين في هذه الدوائر الانتخابية، وحتى قبل سنوات قليلة كان البعض يخشى وجود المرأة كنائب تحت قبة البرلمان، بل إنهم غير قادرين على استيعاب وجودها رغم الإقرار بمساهماتها في كل الميادين والتخصصات.

الجمعيات السياسية منحت المرأة الفرصة للتعبير عن ملكاتها الثقافية والسياسية ودفعتها للترشح إيمانا بما تملكه من قدرة على ممارسة دورها السياسي... نعم هناك من يعمل على تعطيل وتهميش عطاءات وإنجازات المرأة طوال سنوات، وبالغ البعض في وصفه ترشح المرأة بأنه ليس أكثر من “حب للظهور”، ولم يكن المثقفون استثناء من هذا، إذ وصف أحدهم إنتاج المرأة الأدبي والثقافي بأنه إعلان مدفوع الأجر، بيد أنّ منجزات المرأة الإبداعية أجبرتهم على الاعتراف بأهميتها ومكانتها.

أما المفارقة التي تدعو إلى الدهشة أن تكون المرأة ذاتها ضدا للمرأة، وهذا عصيّ على الفهم، وإذا كان هناك تفسير لهذه الإشكالية، فإن بعض النسوة يقعن تحت وصاية الرجل، وهناك من أرجع هذه الظاهرة إلى أنّ هناك خللا في البناء الذهني وهذا يستدعي معالجة جذرية.

إنّ الذاكرة تستحضر ما كان يتردد قبل سنوات عند تناول إشكالية المرأة وعضويتها المجالس النيابية بذريعة الحفاظ على كرامتها! ولسنا بحاجة للتذكير بالمواقف الجريئة للكثير من النساء التي أكدت المرأة من خلالها جدارتها في أشدّ المنعطفات صعوبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .