العدد 3697
الأربعاء 28 نوفمبر 2018
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
فرنسا.. البحرين والقياس بمكيالين
الأربعاء 28 نوفمبر 2018

المشهد (1) باريس 2018: قوة مفرطة تقمع المتظاهرين والمحتجين على ارتفاع أسعار النفط، جرحى وقتلى واعتقالات بالمئات وسط فوضى عارمة.

المشهد (2) البحرين: 2018 انتخابات نيابية وبلدية في أجواء من الفرح والحرية ومباركة من كل فئات الشعب البحريني، والتفاف الجميع حول البحرين بمناخ من الأمن والاستقرار دون أن يعكره شيء على الإطلاق.

قبل ثماني سنوات بالعام 2011 تعرضت البحرين لمحاولة انقلابية مدعومة بوضوح جلي لا يعلوه الشك من إيران وحزب الله والهدف إسقاط الوطن لصالح إيران والقوى الظلامية، حينها وقفت أميركا أوباما الدمر غير المأسوف عليه مع هذه المؤامرة ووقفت وراءه الدول الغربية بما فيها فرنسا التي استنكرت استخدام القوة المفرطة بحسب تعبير الخارجية الفرنسية حينها مع أن الذي استخدم القوة والعنف والحرق والتخريب هم الغوغاء، ورغم ذلك تعامى الغرب وأولهم فرنسا عن ذلك ولولا دعم المملكة العربية السعودية الشقيقة ووقفة المغفور له الملك عبدالله رحمه الله والرجال والنساء الشرفاء يقودهم خليفة بن سلمان حفظه الله لضاع الوطن كما ضاعت أوطان عدة.

اليوم فرنسا شهدت ساحاتها صدامات دموية ليس لإسقاط النظام هناك ولا حتى لمشاكسته بل للاحتجاج على رفع أسعار النفط، فما كان من الأمن الفرنسي إلا أن تدخل وقمع المحتجين بقوة مفرطة سقط على إثرها القتلى والجرحى ولا من صوت ولا من احتجاج ولا من كلمة ضد النظام الذي استخدم القوة المفرطة، لا منظمات حقوق إنسان ولا خارجية الدول ولا نسمة هواء ضد الحكومة الفرنسية، لأن حجة الجميع هناك الدفاع عن الاستقرار وضد الفوضى، أما هنا في البحرين حين دافعنا عن أمننا واستقرارنا ضد مؤامرة إيرانية واضحة المعالم تهدف لإسقاط الوطن وليس الاحتجاج على الأسعار وقفت فرنسا ضدنا ودافعت عن الفوضى، ماذا تقول الآن الخارجية الفرنسية عن ما جرى بباريس من قمع للمحتجين؟

هكذا هي الدول الغربية، لا معيار ولا مقياس سوى أنهم يكيلون بمكيالين وهذا ما يجعلنا ندرك ونعي كيف نحافظ على مصالحنا واستقرارنا دون أي اعتبار لهذه الدول ذات الوجهين واللسانين والمكيالين، لا نشمت في فرنسا بل نذكرها بأمن الأوطان وكيف تحمى.

تنويرة:

ضحايا الصداقة أكثر من ضحايا العداوة

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .