+A
A-

هزيمة إيبار الثقيلة تدفع سولاري إلى إعادة حساباته مجددا

انحسر ذلك الوميض المبهر للبداية المتألقة للمدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري مع ريال مدريد، وذلك بعد سقوط الأخير قبل يومين في الدوري الإسباني بثلاثية مذلة أمام منافسه ايبار، ليعود من جديد ليدخل في أتون أزمة ظن البعض أنه بدأ في الخروج منها بعد سلسلة انتصاراته المتتالية التي حققها منذ قدوم مديره الفني الجديد.

وأشارت تقارير إعلامية في إسبانيا إلى أن الهزيمة أمام ايبار ستدفع سولاري لا محالة لترتيب أوراقه من جديد وإعادة النظر في تصوراته حول لاعبي النادي الملكي وتقيمه لهم خلال الفترة المقبلة.

وأشارت صحيفة "أ س" الإسبانية في عددها الصادر يوم الاثنين إلى بعض النقاط التي ستحدد شكل استراتيجية سولاري مع ريال مدريد مستقبلا، ومنها غاريث بيل الذي حظى النجم الويلزي بحماية سولاري الكاملة منذ مجيء الأخير لريال مدريد، حيث دفع به ضمن التشكيلة الأساسية للفريق في أربع من أصل خمس مباريات خاضها النادي الإسباني تحت قيادة المدرب الجديد، لكن في مباراة ايبار فقد الكرة في 21 مناسبة واستعادها في مناسبة واحدة فقط، كما سدد مرتين على المرمى، إحداها من ركلة ثابتة، وكان ذلك طوال 90 دقيقة لعبها بيل بالكامل في ذلك اللقاء.

كما يعد أسيسنيو ثاني أكثر اللاعبين في ريال مدريد تعرضا للانتقادات واللوم بعد بيل، وكان في مباراة ايبار أقل اللاعبين تنفيذا للتمريرات، بواقع 21 تمريرة، 16 منها صحيحة.

وقال أسينسيو قبل بضعة أيام من مباراة ايبار: ليس من المفترض أن أكون أنا من عليه أن يسحب السيارة، هناك من هم أهم مني.

وعاد سولاري في مباراة ايبار لمنح أسينسيو مرة أخرى فرصة للتواجد بالتشكيلة الأساسية، ولكن اللاعب أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يقدم أفضل مستوياته إذا لم يكن هناك من ينافسه على مركزه في تشكيلة الفريق المدريدي، ويبرز في هذا الإطار اسم لوكاس فازكيز، الأقرب لمنافسة أسينسيو خلال الفترة المقبلة.

ويواجه سولاري مشكلة حقيقية وهي غياب كاسيميرو، فاللاعب البرازيلي إلى إلى المباريات قبل منتصف ديسمبر المقبل، بسبب معاناته من التواء في الركبة، ولذلك اضطر سولاري إلى الدفع بداني سيبايوس في مركز لاعب الوسط المدافع خلال مباراة ايبار، ولكن اللاعب الإسباني لم يقدم حلولا ناجزة، فقد نجح في استعادة الكرة في تسع مناسبات، ولم ينجح في الفوز سوى بـ 30 بالمئة من المواجهات الفردية مع لاعبي الفريق المنافس.

ولكن يرى المحللون في الصحف الموالية لريال مدريد أن البديل الأفضل لكاسميرو هو ماركوس يورانتي الذي أخرجه سولاري من قائمة الفريق قبل المباراة، كما تجاهل أيضا فيديريكو فالفيردي الذي أبقاه حبيسا لمقاعد البدلاء وكان بمقدوره أن يلعب دورا أكثر أهمية من سيبايوس، حسبما تزعم بعض من وسائل الإعلام في إسبانيا.

وقد يصطدم سولاري أيضا مع حقيقة صادمة ومؤكد في ريال مدريد، ألا وهي الضعف الذي بدأ يدب في بنيان الفريق خلال السنوات الأخيرة، على خلفية غياب الصفقات الكبيرة وإحجام مجلس إدارة النادي عن المنافسة عليها بسبب انشغاله بتدبير أموال لبناء الملعب الجديد.

وكانت صحيفة "أ س" قد دشنت استطلاعا للرأي عقب سقوط ريال مدريد 1 - 5 أمام برشلونة هذا الموسم في الدوري الإسباني حول أهم مسببات الهزيمة.

واتهم 86 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع رئيس النادي بالتسبب في الهزيمة قبل المدير الفني السابق للفريق، جولين لوبيتغي.

وأحد المشاكل التي يواجهها سولاري هي مشكلة النم الإسباني إيسكو الذي جلس في مباراة ايبار على مقاعد البدلاء للمرة الخامسة على التوالي تحت قيادة المدرب الأرجنتيني، وعلى النقيض خاض اللاعب 50 بالمئة من مباريات ريال مدريد مع جولين لوبيتيغي، كما كان أساسيا في مباريات كبيرة مثل مباراة كأس السوبر الأوروبي ومباراتي روما وبرشلونة.

أما مع سولاري، لعب ايسكو 11 بالمئة من دقائق المباريات التي لعبها الفريق منذ قدوم هذا المدرب، حيث يحتل المركز الـ 18 في ترتيب اللاعبين الأكثر مشاركة في المباريات داخل النادي الملكي.

وبالإضافة إلى كل ما سبق، استقبلت شباك ريال مدريد حتى هذه اللحظة في الدوري الإسباني 19 هدفا، وهو ما يعد أسوأ احصائية للفريق المدريدي خلال السنوات العشر الأخيرة.

وسيكون على سولاري أن يقنع لاعبيه بأن عليهم أن يكونوا أكثر شراسة في الجانب الدفاعي، بعدما تلقى خمسة أهداف خلال مباراتيه أمام سيلتا فيغو وايبار.