العدد 3696
الثلاثاء 27 نوفمبر 2018
banner
الوزير الذي يريده المواطن
الثلاثاء 27 نوفمبر 2018

تابعت باهتمام بالغ، التطورات التي صاحبت موجة الأمطار الأخيرة في الكويت، وما واكبها من مواقف سياسية صاخبة، ونزول المسئولين ميدانيًا، وإقالات طالت أعلى رؤوس الهرم الوزارية، على التقصير، والفساد، وعدم أداء الأمانة.

هذه المشاهدات الناجحة، والتي تتمحور حول المواطن كأولوية، لم نرها هنا، بل العكس تماما، حين أفسدت الأمطار ما أفسدت، من أملاك ومصالح للمواطنين، والمقيمين، مرت الكارثة بهدوء، وكأنها سحابة صيف سرعان ما تقشعت.

واستذكرت بهذه الحادثة، تلكؤ بعض وزراء الخدمات بأمور عدة، منها غياب سياسة الأبواب المفتوحة، وتجاهل اعتبارها بوصلة عمل، ونجاح، وتخطيط للمستقبل، بخلاف ما يفعله سمو رئيس الوزراء الموقر دائما.

فلم نسمع -إلا فيما ندر- عن وزير أو مسؤول حكومي، ينزل بقدميه إلى المواطنين بين الحين والآخر، وينصت باهتمام ولم نسمع كذلك عن وزير يفتح مجلسا أسبوعيا للقاء المواطنين أو المراجعين أسوة بدول الجوار.

ولم نسمع أيضا عن تخصيص هذا الوزير وذاك، لحساب بـ “تويتر”، أو “الإنستغرام”، أو غيره، كقناة وصل مع أبناء البلد، بشكل يتخطى الفضفضة، والدلو بالآراء الشخصية، إلى النقاش والتجاوب نفسه.

فالحسابات الشبيهة، تصنف بتجارب كثيرة بالعالم، بأنها قناة مهمة لاستقبال الانطباعات، والآراء المختلفة، والتمعن بها، واعتبارها مسؤولية أخلاقية ومهنية، لخدمة الناس، وهنالك من يخصص الموظفين لمتابعة ما ينشر بها، أولا بأول.

يلاحظ أيضا، غياب ثقافة الجولات التفقدية لمكاتب الموظفين، بأن ينزل لهم الوزير أو المسئول، بين الحين والآخر، ويدردش معهم، ويسألهم، وينصت لهم، معتبرا ذلك كله، أرضية مهمة يقوم عليها العمل، والقرارات المختلفة.

تحتاج البحرين اليوم، لأن يكون الوزراء مواطنين، قبل أن يكونوا وزراء، ومتى ما حدث ذلك، سنرى الواقع الذي نريده، بأجمل صورة، أو ربما يفوق ذلك كثيرا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .