العدد 3695
الإثنين 26 نوفمبر 2018
banner
الإدارة العامة الرشيقة (2)
الإثنين 26 نوفمبر 2018

كنت قد تحدثت في المقالة السابقة عن بعض الملامح الرئيسة للإدارة العامة الرشيقة التي من أهم عناصرها اللامركزية واختزال في المستويات التنظيمية، إضافة إلى التوسع في منح الصلاحيات والتفويض الإداري يرافقه هذا وضع الآليات المناسبة للرقابة والمساءلة وجعل مراكز اتخاذ القرار قريبة من العملاء.

في هذه المقالة أضع أمامك، سيدي القارئ، تجربة إحدى الدول الرائدة، وهي سويسرا في الإصلاحات الإدارية، كما نشرت في المجلة الدولية للعلوم الإدارية، والتي نوجز أهدافها في النقاط التالية:

تحسين الكفاءة، وذلك عن طريق إلغاء مهام معينة أصبحت غير ضرورية وغير مبررة.

التخلص من الأنشطة الزائدة عن الحاجة، وتعزيز أوجه التعامل داخل الوزارات والوحدات الإدارية.

تحقيق الوفورات عن طريق إلغاء وظائف والإدارة الأفضل للموارد.

تفعيل الإدارة والهياكل التنظيمية، وهذا يشمل فحص وتحسين الهياكل للوزارات والوحدات التنظيمية.

بعد تحليل لتلك الأهداف ربما نستطيع أن نصل إلى نتيجة بأن التركيز جاء وبصورة عامة على التخلص من الترهل في الهياكل التنظيمية، والتي تعتبر المسبب الرئيس للبطالة المقنعة، والتي يقول عنها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر:

“يظن الناس بأنه يوجد الكثير من الموظفين الحكوميين إلى حد له لا يوجد لهم عمل كاف يقومون به، إنهم يحصلون على مرتبات لا تتناسب مع العمل الذي يقومون به‘‘.

هناك عنصر ورد ضمن أهداف الإصلاحات الإدارية التي أشرنا إليها آنفا، وفي غاية الأهمية، وهو “الإدارة الأفضل للموارد”، هذا العنصر لا يتحقق “وأكاد أجزم على ذلك”، إلا إذا حرصت المؤسسات على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. فقط الشخص الكفء من يستطيع إدارة الموارد بمهنية ويحقق الأهداف الموضوعة.

أستميحك عذرا، سيدي القارئ، إن أنا كررت مقولة جاك ويلش المعروفة في هذا المقام، وهي أن التوظيف السليم يأتي أولا وقبل وضع الأهداف والإستراتيجيات. ما رأيك سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .