من الملفت حقيقة التشابه الكبير للشعارات الانتخابية بين المترشحين البلديين، والنيابيين أيضا، على حد سواء، وقد يشير ذلك إلى جانب إيجابي مفاده أن الهم واحد، والهدف واحد، والرؤية متقاربة، أو أنه يشير إلى جانب سلبي، لا يحبذه أحد، يتمثل في عدم جدية بعض المترشحين، أو حالة من التكاسل التي يعانونها، تحثهم على عدم ابتكار شعارات متنوعة، عميقة، تثير اهتمام الناخبين، وتستميلهم، وتحفزهم.

ومن المشاهدات الانتخابية الأخرى، لوحظ اختيار الكثير من المترشحين اللحوم (الشوارما) لتقديمها في ضيافة زوارهم من الناخبين، وخصوصا في دائرة معينة من الدوائر الانتخابية في إحدى المحافظات الأربع، وعند سؤال أحد الأشخاص، أفاد بأن سبب ذلك هو رخص الشوارما؛ فهي توفر المال على المترشحين، إذ إنها تفي بإشباع عدد كبير من الحضور، مقابل بضع عشرات من الدنانير، وبالتالي فإنها غير مكلفة!

إحدى المشاهدات الأخرى، كانت لأحد المتطوعين لإلقاء الكلمات في المقار الانتخابية؛ فلم يفتأ المتطوع من إلقاء الكلمات في أكثر من مقر انتخابي، إلى درجة أنه كان من المفترض أن يلقي كلمة في افتتاح مقر أحد المترشحين، وفي الوقت نفسه، أجريت اتصالا - بمحض الصدفة - بأحد الأصدقاء، لأتفاجأ بسماع صوت المتطوع وهو يلقي كلمة في مقر انتخابي آخر أيضا! نقول لهذا المتطوع المجتهد:(عساك عالقوة، كفو والله التنسيق!).

نتمنى أن تكون تشكيلة المجلسين النيابي والبلدي هذه المرة على مستوى عال، وذلك بعد أن اكتسب الناخبون خبرة كافية على مدى الانتخابات السابقة منذ ٢٠٠٢، وبالتالي نأمل أن يستفيد بعض الناخبين من تجاربهم السابقة، وأن يحسنوا اختيارهم هذه المرة.

نأمل أن لا يكرر ممثلو الشعب المقبلون ما احتسبه الناس خطيئة في حقهم في الفصول التشريعية الماضية، وأن يسعوا إلى ما فيه الخير والصلاح للجميع، وأن يخدموا البحرين دائما وأبدا؛ إذ مهما قدمنا فلن نفي حتى بالقليل من حق البحرين علينا، فهي الهدف الأعلى والأسمى لنا جميعا.