+A
A-

ملف ليبيا على طاولة "باليرمو".. وحفتر الغائب الأكبر

تستضيف إيطاليا مؤتمرا بشأن ليبيا يبدأ اليوم الاثنين ويهدف إلى دفع خطة الأمم المتحدة الجديدة لتحقيق الاستقرار في البلد المضطرب في شمال إفريقيا، بعد فشل مبادرة لإجراء انتخابات الشهر المقبل، وتخلي مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة رسمياً عنها.

وكبديل لتلك الخطة التي أجهضت، تريد الأمم المتحدة، التي تحاول التوسط منذ سنوات، أن تعقد أولاً مؤتمراً وطنياً لتحقيق المصالحة في بلد منقسم بين مئات الجماعات المسلحة والقبائل والبلدات والمناطق المتناحرة.

فبعد أن استضافت فرنسا قمة في مايو، تعهد خلالها الخصوم الرئيسيون في ليبيا بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر/كانون الأول، باتت تلك الخطة اليوم غير واقعية بفعل القتال على مدى أسابيع بين الفصائل المسلحة في العاصمة طرابلس، وكذلك الطريق المسدود بين البرلمانين في طرابلس والشرق.

لذا تأمل إيطاليا أن يساعد هذا المؤتمر في الضغط على الأطراف الليبية لتجاوز الانقسامات.

حفتر.. الغائب الأكبر

وفي هذا السياق، برزت العقدة الأهم، المتمثلة بحضور أم غياب قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، الذي يعتبر طرفاً ولاعباً أساسياً في أي حل ليبي، أو حتى مؤتمر. فقد أكدت مصادر لـ"العربية" أنه لن يحضر المؤتمر.

وقد سعى مسؤولون إيطاليون في مطلع الأسبوع إلى ضمان حضور حفتر، الذي تتمركز قواته شرقي البلاد. وقال محللون إن حفتر إذا حضر المؤتمر، فسيكون أول لقاء يجمعه برئيس الوزراء المقيم في طرابلس فائز السراج منذ قمة باريس.

وكانت أنباء حضور حفتر تضاربت، الأحد، ففي حين قال مسؤول في "الجيش الوطني الليبي"، إن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي زار، الأحد، بنغازي للقاء حفتر وإقناعه بالحضور، نفى مصدر إيطالي الأمر.

وكانت الحكومة الإيطالية أكدت أن حفتر الذي زار روما في تشرين الأول/أكتوبر الماضي قال حينها إنه سيشارك في مؤتمر باليرمو، ولكن وسائل الإعلام الليبية المقرّبة من حفتر قالت بعد ذلك إنه لن يشارك فيه دون أن تذكر سبباً لذلك.

إلى ذلك، نقلت صحيفة "المرصد" الليبية عن مصدر في وزارة الخارجية الإيطالية، مساء الأحد، أن حفتر لن يشارك في مؤتمر باليرمو . وقالت المصدر" إن الخارجية الإيطالية لم تتلق أي إخطار بالمشاركة من حفتر، بل أبلغوا رسميا بعدم مشاركته.

محاولة لحل الصراع

ويأمل الدبلوماسيون الغربيون في أن يساعد اجتماع باليرمو في التغلب على الخلافات بين إيطاليا وفرنسا اللتين لديهما مصالح نفطية واسعة في ليبيا، لكن استخدمتا نهجين مختلفين لمحاولة حل الصراع.

ففي حين تتودد فرنسا إلى حفتر المدعوم من قبل بعض الدول العربية التي تنظر إلى قواته بمثابة الحصن في مواجهة المتطرفين الإسلاميين، تدعم إيطاليا السراج وحكومته، وقد عملت مع الجماعات المحلية في ليبيا لمنع المهاجرين المتجهين إلى أوروبا من الوصول عبر البحر.

وتريد القوى الغربية من حكومة السراج أن تطبق إصلاحات اقتصادية لنظام يقولون إنه يمنح العديد من الجماعات المسلحة الليبية سهولة الوصول إلى الدولارات الرخيصة.

إلى ذلك، يرى دبلوماسيون أن الإصلاحات المتأخرة التي طبقت في طرابلس في شهر سبتمبر، بما في ذلك الرسوم على مشتريات العملة الأجنبية، لا يمكن إلا أن تخفف جزئيا من المشاكل الاقتصادية الليبية ما دام البنك المركزي بقي منقسما وظلت الفصائل القوية في مواقعها.