+A
A-

"دل تكنولوجيز" في دراسة عن الجيل "زي": "لم نُنشئ بعدُ جيلاً من الروبوتات!"

بدأ أبناء الجيل "زي" بالانخراط في قوى العمل، حاملين معهم عقلية مبدؤها "التقنية الأولى" من شأنها أن تعطي مسيرة الشركات نحو الحقبة الرقمية دفعة قوية، مع احتمال في الوقت نفسه أن يعمّق هذا الأمر الانقسام بين خمسة أجيال بات أبناؤها يتشاركون أماكن العمل. وفي هذا السياق، أظهرت دراسة عالمية أجريت بتكليف من شركة "دل تكنولوجيز"، أن أبناء الجيل الذي يلي جيل الألفية، أي أولئك الذين ولدوا بعد العام 1996 وأصبحوا يُعرفون باسم الجيل "زي" Gen Z، لديهم فهم عميق وواسع للتقنية وقدرتها على إحداث التحوّل في طريقة عمل الإنسان ومعيشته.
وقال داني كب، العضو المؤسسي ونائب الرئيس لاستراتيجيات التقنية لدى "دل تكنولوجيز"، إن المهارات المتقدمة التي يتمتع بها أبناء هذا الجيل، الذين وصفهم بالسكان الرقميين، في التقنية وعلوم البيانات، "تكاد تكون من المسلَّمات"، لكنه اعتبر أن مستوى النضج الرقمي المرتفع الذي يجلبونه معهم إلى أماكن العمل "هو من الأمور المثيرة للدهشة"، وأضاف: "يرى أبناء الجيل "زي" في التقنية أداة لتمكين التقدّم البشري كما يعتبرونها وسيلة لتسوية الأسس اللازمة لتمكين الإنسان من قوّة المعلومات، إلاّ أننا ما زلنا لم ننشئ جيلاً من الروبوتات، لكن المزيج الذي يجمع الرؤية والتفاؤل لديهم رائع ومؤثر".
وكشفت الدراسة المسحية التي شملت أكثر من 12 ألفاً من طلبة المدارس الثانوية والجامعات في 17 بلداً، عن نظرة جيل الشباب إلى التقنية والوظائف المستقبلية، وأظهرت على وجه التحديد أن:
·         98 بالمئة من الطلبة المشاركين في الدراسة استخدموا التقنية كجزء من تعليمهم الرسمي.
·         91 بالمئة قالوا إن التقنية التي يتيح ربّ العمل استخدامها ستكون عاملاً في تحديد الاختيار بين عروض العمل المماثلة.
·         80 بالمئة يريدون العمل باستخدام تقنيات متطورة؛ 38 بالمئة منهم مهتمون بالعمل في مجال تقنية المعلومات، و39 بالمئة يرغبون في العمل في مجال الأمن الإلكتروني، و46 بالمئة يطمحون للعمل في مجال الأبحاث والتطوير التقنيَّين.
·         80 بالمئة ممن استطلعت الدراسة آراءهم يعتقدون أن التقنية والأتمتة ستخلقان بيئة عمل أكثر إنصافاً من خلال منع التحيّز والتمييز.
وتدرك الغالبية من المستطلَعة آراؤُهم (89 بالمئة)، أن العالم يستعدّ لدخول حقبة الشراكات بين الإنسان والآلة؛ إذ يرى 51 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع أن البشر والآلات سيعملون كفرق متكاملة، في حين يرى 38 بالمئة أن الآلات هي أدوات يستخدمها البشر حسب الحاجة.
نقص الخبرة والاختلافات المحتملة بين الأجيال
يشعر أبناء الجيل "زي" بالقلق من افتقارهم للمهارات الشخصية والخبرات التي يبحث عنها أرباب العمل، وذلك بالرغم من أن معظمهم واثقون من براعتهم التقنية. ويمنح 73 بالمئة من أبناء هذا الجيل المشاركين في الدراسة معرفتهم التقنية معدل "جيد" أو "ممتاز"، فيما يقول 68 بالمئة إن مهارات البرمجة لديهم أعلى من المتوسط. وقد أبدى 77 بالمئة منهم استعدادهم لإرشاد زملاء عمل أكبر سناً قد يكونون أقل خبرة ومعرفة بالتقنية. ومع ذلك، فإن جميع الخريجين الجدد تقريباً (94 بالمئة) لديهم بعض المخاوف بشأن حصولهم على الوظائف في المستقبل.
·         حوالي النصف فقط (57 بالمئة) يقيّمون تعليمهم تقييماً جيداً أو ممتازاً في إعدادهم لمهنهم المستقبلية.
·         52 بالمئة فقط مطمئنون إلى تمتعهم بالمهارات التقنية التي يريدها أرباب العمل، وليس بالضرورة المهارات غير التقنية.
ويشعر مختصون كبار، في المقابل، بالقلق من أن يتم تجاوزهم من قبل المواطنين الرقميين، والذين يرون بأنهم سوف يشغلون غالبية الأدوار القيادية في المستقبل. وكان 87 بالمئة من قادة الأعمال أعربوا في دراسة سابقة نشرتها "دل تكنولوجيز" في يناير الماضي بعنوان "تحقيق أهداف العام 2030" عن خشيتهم من أن تكافح شركاتهم من أجل إتاحة فرص عمل متكافئة لجميع الأجيال.
وينبغي على الشركات، بوجود ما يصل إلى خمسة أجيال مجتمعة في أماكن العمل، مساعدة الموظفين على إيجاد أرضية مشتركة بما يتماشى مع سعيها لبناء ثقافة الرقمنة وترسيخها في مكان العمل. ويمكن للفرق ذات الوظائف المتداخلة والمهارات المتكاملة أن تشجع تبادل المعرفة فيما بينها والإتيان بمنهجيات جديدة لحل المشكلات، كما يمكن لمبادرات كبرامج التدريب الداخلي وبرامج التناوب على الوظائف وفرص التنمية المهنية المبكرة، أن تساعد الشباب على اكتساب الخبرة وتطوير المهارات الشخصية في العمل. وبوسع برامج التوجيه العكسية أن تعزّز الكفاءات التقنية في جميع أنحاء المؤسسة، بقيادة الموظفين من أبناء الجيل "زي".
من جانبه، قال مايك كرونز، رئيس المعلوماتية لدى "درايبر"، إن شركته تحقق نجاحاً باهراً في تنسيق العمل بين عدّة تخصصات، مشيراً إلى أن من المعتاد لديها الجمع بين خبراء عسكريين وعلماء صواريخ وطلبة جامعات لحلّ بعضٍ من أكثر التحديات تعقيداً في العالم، وأضاف: "يقدم الطالب في مثل هذه السيناريوهات وجهة نظر فريدة لتطوير الحلول، وأبناء الجيل "زي" يعملون وفق منهج قد لا نفكر فيه، يقوم على الفضول والتساؤلات ويضع المستخدم دائماً في المقام الأول، لا سيما وأن العديد من التقنيات التي نعمل عليها تفاعلية للغاية".
العامل البشري
يتوق أبناء الجيل "زي" إلى المزيد من التفاعل البشري في أماكن العمل، على الرغم من أنهم تفاعلوا مع الأجهزة الإلكترونية منذ صغرهم وترعرعوا في وسائل التواصل الاجتماعي.
·         يمثّل الاتصال الشخصي الطريقة المفضلة للتواصل مع زملاء العمل بنسبة 43 بالمئة، يليه الهاتف (21 بالمئة) فيما تحلّ في الأخير تطبيقات التراسل والرسائل النصية.
·         يتوقع 75 بالمئة التعلّم عن عملهم الجديد من زملاء العمل أو غيرهم، لا عبر الإنترنت.
·         يقول 82 بالمئة إن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون أداة قيمة في مكان العمل.
·         يفضل أكثر من النصف (53 بالمئة) الذهاب إلى مكان العمل في مقابل العمل من المنزل، ويفضل 58 بالمئة العمل كجزء من فريق بدلاً من العمل المستقل.
وقالت ماريبل لوبيز، محلّلة القطاع التقني والمستشارة الاستراتيجية لدى شركة "لوبيز" للأبحاث، إن المهنيين الشباب "نشأوا اليوم في بيئة تعليمية تعاونية حاملين معهم التوقعات نفسها إلى مكان العمل"، مشيرة إلى أن التقنيات الغامرة "تمكّن جميع الموظفين من التعاون والتنسيق في كل من العالمين المادّي والافتراضي، لا سيما وأن الاتصال وجهاً لوجه لا يكون دائماً ممكناً في أماكن العمل الحديثة".
أما العضو المؤسسي ونائب الرئيس لاستراتيجيات التقنية لدى "دل تكنولوجيز"، داني كب، فانتهى إلى أن تلك الشركات التي تنشئ قوى عمل مدعومة من جميع الأجيال في حقبة الشراكات بين الإنسان والآلة، "سوف تزيهر في نهاية المطاف"، مؤكّداً أن قوى العمل المتكاملة "تتمتع بالقوّة"، ويمكنها أن تساعد شركاتها على إحداث التحوّل المنشود والنجاح في المستقبل الرقمي".