العدد 3679
السبت 10 نوفمبر 2018
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
“فورت نايت”
السبت 10 نوفمبر 2018

“فورت نايت” هي أخطر ألعاب الفيديو المنتشرة على وجه التحديد، وهي لعبة يختلف حالها جداً عن باقي الألعاب، فهي ليست مجرد لعبة عابرة كما يتصور الكثير من الناس، فهذه اللعبة تكمن خطورتها في زرع سلوكيات وعادات خاطئة وخطيرة في نفوس وأذهان لاعبيها، فممارسة هذه اللعبة بشكل مستمر هو تدريب غير مباشر على حمل السلاح والتخريب والتدمير والقتل، فهي بالمختصر غرسٌ لبذرة الإرهاب التي تنتظر مياه التطرف لتنمو وتثمر الخراب والدمار.

ولو نظرنا إلى واقع السلوكيات والعادات المكتسبة منها والتي بدأت بالظهور جلياً في المدارس الابتدائية للبنين، فتحليل محتوى اللعبة من منظور تربوي يكشف لنا حقائق مهمة تجعل الآباء يدقون ناقوس الخطر بعد معرفتها، فمحتوى اللعبة يزرع في نفس اللاعب العنف والعصبية وتصبح كلمة القتل كلمة سهلة يلهج بها لسانه بكل سهولة، ويترسخ في ذهنه مفهوم الحقد والأنانية علاوة على نشر ثقافة التسلح حيث تستخدم في اللعبة أسلحة واقعية بمسمياتها الحقيقية، وكل من يلعب اللعبة يعرف ما لا يقل عن عشرة أنواع من الأسلحة، وكذلك تعلم الرقص الخادش للحياء وتناقل كلمات الشتم والألفاظ البذيئة من خلال المشاركات السمعية التي يدخلها اللاعب مع لاعبين آخرين والتي قد تؤدي أيضًا إلى استغلال الأطفال والمراهقين فيما بعد.

إن إدمان هذه اللعبة يجعل الأطفال يقضون ساعات طويلة من أوقاتهم على حساب دراستهم وهواياتهم ونشاطاتهم، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج سلبية وإصابتهم بالعزلة الاجتماعية ويتجاوز ذلك في انعدام الرغبة في الدراسة من خلال تقديم حجج واهية للخروج من المدرسة أو التغيب عنها.

الحل هنا لا يكمن في الحرمان العام من ألعاب الفيديو بل يجب أن تكون هناك مراقبة من قبل الآباء ومنع الألعاب ذات المحتوى الضار، ومن الخطأ إدخالها تحت مظلة الثواب والعقاب لأنها بذلك ترفع قيمتها دون قصد وبدلاً من ذلك يمكن ترتيب الأولويات ومن ثم اللعب في وقت محدد وبألعاب آمنة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .