+A
A-

تواصل فعاليات مهرجان الحرف والصناعات التقليدية في العين

تحت رعاية  الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، يواصل مهرجان الحرف والصناعات التقليدية الخامس الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي فعالياته في سوق القطارة، بالإضافة إلى معرض الألعاب الشعبية الإماراتية وبرنامج السويعية ومعرض القبو الأثري.
 
وشهدت أولى أيام فعاليات العين، ومهرجان الحرف والصناعات التقليدية الخامس الذي يستمر حتى 17 من الشهر الجاري إقبالاً جماهيرياً حيث بلغ عدد الزوار أكثر من 30 ألف زائرٍ حتى اليوم، ويشارك فيه أصحاب الحرف اليدوية والصناعات التقليدية من مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة لاستعراض منتجاتهم.
 
وتستعد الفنانة الإماراتية أريام لإحياء حفلها الموسيقي في سوق القطارة التراثي بمنطقة العين ضمن أمسيات "ذاكرة الأغنية الإماراتية"، اليوم الخميس 8 نوفمبر، في تمام الساعة 8 مساءً، بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.
 
وتحيي الفنانة أريام هذا الحفل لأول مرة ضمن أمسيات "ذاكرة الأغنية الإماراتية"، الذي سيقام على هامش مهرجان الحرف والصناعات التقليدية، احتفاءً بتراث الأغنية الشعبية والأهازيج التراثية الإماراتية، عبر إحياء التراث الموسيقي الشعبي الذي يعود إلى فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
 
وما زالت الأغنية الشعبية الفلكلورية والأشعار القديمة تحظى بقيمة خاصة لدى المجتمع الإماراتي، حيث تلعب دوراً اجتماعياً وثقافياً في تكوين الذاكرة الجمعية لأجيال متعاقبة. وغالباً ما ينظم أشعار تلك الأغاني والأناشيد شعراء من أبرز قادة الدولة أو شعراء شعبيين لهم وزنهم ومكانتهم في مجتمع الشعراء على مستوى منطقة الخليج، والذين لعبت أبياتهم الشعرية دوراً تنويرياً وتثقيفياً، يعكس ما يتحلون به من حكمة وخبرة واسعة في كثير من الأمور المرتبطة بالنهضة التعليمية المعاصرة والرخاء الاقتصادي والاجتماعي. وتستند الأغاني الإماراتية التقليدية إلى عناصر ثلاث رئيسية هي القصيدة واللحن والصوت.
 
ويسعى مهرجان الحرف والصناعات التقليدية الخامس إلى تثقيف الزوار حول الإرث الشعبي الإماراتي، والتأكيد على ضرورة حماية هذه الأساليب الحرفية الفريدة ودعمها وتطويرها. ويستعرض المهرجان إبداعات فنية من إنتاج الحرفيين والحرفيات المحليين، سعياً لتعزيز الوعي بأهمية الاستثمار في منتجاتهم، كونها تمثل مصدراً أساسياً للدخل والتراث الوطني، كما يقدم لمحة عن إرث دولة الإمارات العربية المتحدة، وفرصة قيمة للتعرف على السبل التي تبناها الحرفيين للتكيف مع الموارد المتاحة واستخدامها بكفاءة لتلبية احتياجاتهم الخاصة.
 
ويوفر المهرجان لزواره مجموعة كبيرة من الفعاليات والأنشطة التراثية والثقافية، وتتضمن: الصقارة المدرجة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو، والفنون الفلكلورية، بالإضافة لمعرض فني خاص بالحرف اليدوية. وتروي هذه المعروضات قصة الجهود التي بذلها الحرفيون والحكايات التي شهدت على صناعتها في منطقة العين. ولطالما رفدت الحرف اليدوية الأسواق الشعبية في الإمارات العربية المتحدة بالمنتجات على مر السنين، وساهمت بدورٍ كبير في تلبية الاحتياجات المحلية. ولا يزال العديد من هذه المنتجات حاضراً في السوق المحلية اليوم.
 
ويتخلل مهرجان الحرف والصناعات التقليدية عروض لفرق الفنون الشعبية وأمسيات موسيقية وبرامج تراثية وثقافية وعروض مباشرة للحرفيين والحرفيات المشاركين، بالإضافة إلى منافسة في رقصة اليولة – وهي رقصة بدوية تقليدية يؤديها الراقص بينما يقوم بإدارة ورمي البندقية في الهواء بشكل مستمر، ومسابقة في صنع القهوة العربية، والمدرجة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو، حيث يلتزم المشاركون فيها بإعداد القهوة خلال مدة زمنية محددة أمام لجنة من الحكام. كما ويتضمن المهرجان مسابقة خاصة بطهو الأطباق التقليدية وهي متاحة أمام جميع الراغبين بالمشاركة من سن الخامسة عشرة فما فوق، ويتنافس المشاركون في هذه المسابقة على إعداد ستة أطباق إماراتية تقليدية بحيث يعدون طبقاً في كل يوم، وهي الهريس، المحلّى، القرص، العصيد، البلاليط، واللقيمات.
 
وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان الحرف والصناعات التقليدية يقام تحت رعاية القيادة العامة لشرطة أبوظبي وبلدية العين ودار زايد للثقافة الإسلامية ونادي تراث الإمارات والاتحاد النسائي العام وصندوق خليفة ومؤسسة التنمية الأسرية ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان والهلال الأحمر الإماراتي، ويفتح المهرجان أبوابه يومياً من الساعة 8 صباحاً حتى الساعة 10 مساءً حتى يوم السبت 17 نوفمبر.
 
وبالإضافة إلى ذلك، تشهد النسخة الثانية من المعرض المبتكر "الألعاب الشعبية الإماراتية" والذي يستمر 1 يوليو 2019 إقبالاً جماهيرياً وبخاصة من قبل الأطفال، كونه يقدم رؤية معاصرة لـ"زمن البساطة"، من خلال أعمال فنية لفنانين من الإمارات، سيقدمون خلالها أعمالاً مرتبطة بالألعاب الشعبية التي كان يمارسها الأطفال في المجتمع الإماراتي قديماً.
 
ويسلط المعرض الضوء على خمسة ألعاب شعبية هي "الصقلة"، "الجحيف"، "أم العيال"، "خوصة بوصة"، و"اعظيم الشرى"، بمشاركة الفنانين عفراء الظاهري، عبدالله الملا، سلامة نسيب، إيمان الهاشمي، وآية رياض.

ويرافق المعرض المبتكر "الألعاب الشعبية الإماراتية" ومهرجان الحرف والصناعات التقليدية الخامس برنامج متنوع من ورش العمل التعليمية والحفلات الموسيقية التي يقدمها عازفو بيت العود في أوقات مختلفة خلال فترة المهرجان والمعرض.
 
كما تتواصل فعاليات برنامج "السويعية"، وهو عبارة عن سلسلة من ورش العمل التراثية التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بهدف تسليط الضوء على الحرف التراثية والمحافظة على الأصالة، بالإضافة إلى تنمية مهارات المشاركين، وتوعيتهم على بعض المهن النسائية في الماضي.
 
ويتضمن البرنامج ورشة البهارات، وورشة الكحل، والحناء، وزينة النساء، وورشة تلوين الملابس، وتعلم أساسيات الخياطة وذلك من خلال تعلم عمل المطارح. كما وسيتمكن المشاركين أيضاً من تعلم كيفية إعداد وتحضير الحلويات الشعبية الإماراتية كالعصيدة والخبيصة، إضافة إلى تعلم طريقة صنع السمن المحلي، وعمل البخور والمخمرية التي تشتهر بها النساء في الإمارات قديماً، وصناعة العطور الزيتية.
 
ومن جانب آخر، يشهد معرض القبو الأثري اهتماماً من قبل الزوار بهدف للتعرف على الصناعات القديمة السائدة في العصر الحديدي، ويأتي هذا بعد أن كشفت أعمال التنقيب التي أجريت في مركز القطارة للفنون عن وجود سلسلة من الطبقات الأثرية بطول خمسة أمتار تعود إلى الفترة الإسلامية المتأخرة من العصر الحديدي، والتي ستظهر القبو الأثري في القطارة، ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على جزءٍ مهم من آثار منطقة العين وواحاتها. بما يعد دليلاً جديداً عن وجود مستوطنات بشرية سابقة في هذه المنطقة.
 
وقد تم الحفاظ على هذه المكتشفات التي تشكل المرحلة الأولى من هذا التسلسل في الموقع ضمن قاعٍ تم إعادة تصميمه خصيصًا لإتاحة الفرصة أمام الجمهور لزيارته والتعرف على تاريخ هذه المنطقة مع إبراز الدور الحيوي والدائم لواحات العين في تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
ويعد معرض القبو الأثري الدائم جزءاً مهماً من استراتيجية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي الخاصة بإعادة ترميم والحفاظ وصون المباني التاريخية في جميع أنحاء واحات العين كونها أنها أول موقع مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
وقال سعيد حمد الكعبي مدير إدارة التراث المعنوي في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: "يسعدنا استضافة جميع هذه الفعاليات في سوق القطارة بمنطقة العين، بما سيسهم في تسليط الضوء وتعريف الجمهور لاسيما الأجيال الحالية والمستقبلية بالحرف والصناعات والألعاب التقليدية في التراث الإماراتي مع الإضاءة على التاريخ الإماراتي. حيث يمثل حماية التراث الإماراتي جزءاً متأصلاً من استراتيجيتنا الرامية لتعزيز مكانة الإمارة كوجهة ثقافية متميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويؤكد المهرجان عاماً تلو الآخر على الشعبية الكبيرة التي يحظى بها لدى الزائرين كفعالية تحتفي بالتقاليد العريقة لأجدادنا. فيما يعتبر معرض «الألعاب الشعبية الإماراتية» محاولة لإضفاء طابع معاصر على الألعاب التي شكلت وجدان الآباء والأجداد ولا زالت تلهم الكثير منا في الوقت الحاضر".​