+A
A-

دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تصدر كتاب "تنوير الماء" للولوة المنصوري

أصدرت دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي كتاب "تنويرُ الماء: رحلةُ إصغاءٍ لتيّارِ الخيالِ الإنساني في الإمارات" للكاتبة لولوة أحمد المنصوري، ضمن مشروع "إصدارات"  المعني بنشر  المؤلفات المتعلقة بتراث وتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج.

تتبع الكاتبة الإماراتية سيرة الماء في المنطقة عبر القرون المتتالية، وتقدم تجربة تأمّل داخل أفلاك الحجر والصحراء والماءوالذات، ومحاولة إحياء جوهر الصفوة الإنسانية والبراءة، والتواصل الروحي المفقود مع أسرار الوجود في عصر الإسمنتوالمعدن والضجّة والازدحام داخل روتين الحضارة السائلة، وفي ظل اللهاث خلف التكدس ومظاهر الجرف والقلع البيئي.

تأخذ المنصوري القارئ في رحلة شائقة، للبحث في تاريخ ماء الإمارات القديم باعتبار الماء المادة الحياتية الأولى، والسديمالأول المتمثل في الدور الإحيائي المؤنث، المتجذر في أساطير وروايات الشعوب. معتبرة أن مهمة الباحث الصادق المتحرر منالهوى والأطماع والانحيازات الشخصية منوطة بكل أبناء الإمارات، سعياً للكشف عن منشأ الماء القديم الذي يبقي رمزاً وتاجاًمجهول المكان وسراً تكتمه الطبيعة، سحر ماء التكوين الأول لصخور الأرض، ومعجزة انفلاق البحيرات والجليد منذ التكويناتالجيولوجية الأولى، حيث ماء عظيم ابتكر عرش شبه الجزيرة العربية التي شعّت بالألغاز والتيجان والممالك والرموز وينابيعالوجود.

 

تتناول المنصوري في اثني عشر فصلاً  تمتد على 172 صفحة من القطع المتوسط قصص الماء في المنطقة وما ارتبط بها من أساطير وموضوعات مثل سيرة جبال الحجر، والأفعى إلهة وحارسة الماء في الإمارات القديمة والتي عُثر على نقوشها في عددمن المواقع الأثرية في الدولة، والآلهة التي عبدها الإنسان القديم في المنطقة مثل الشمس وغيرها. متوقفة أمام العديد من التغييرات التي شهدتها المنطقة خاصة من حيث الطبيعة المناخية والجيولوجية، والخرائط الجيولوجية التي تحكي سيرة تكوّنالخليج العربي القديم، والدراسات التي حاولت كشف غموضه ومنها ما أشار إليه فريق بحثي تحت إشراف بارتون قام بدراسةمجاري الأنهار الجافة جنوب شرقي الجزيرة العربية، وعثروا على آثار طين وحجارة من قاع النهر تعود إلى160 ألف عام، وكماعثروا على أدلة تؤكد وجود خمس فترات ممطرة مرت بها تلك المنطقة، والتي تدفقت خلالها الأنهار، وجرفت معها الحجارةوالحصى، بينما استقرت هذه الحجارة عندما جفت الأنهار وانحسرت مياهها. وقد عُثر في منتصف القرن العشرين على عظامحيوانات ضخمة لا توجد حالياً سوى في قارة أفريقيا، مثل فرس النهر والبقر الوحشي قرب مصادر المياه الدائمة، كما فيسبخة مطي إلى الغرب من مدينة أبوظبي والتي كانت منتهى نهر عظيم تغذّيه المياه المنحدرة من جبال اليمن الشمالية، وغربجبال عسير، أما الحمر الوحشية والغزلان والجمل والبقر الوحشي فعاشت في السهول الجافة، وعاشتْ طيور النعام والوعولفي الجبال.

 

وترى المنصوري أن الدرس الأول في رحلة الاستنارة البحثية التي خاضتها خلال الكتابة وإعداد النصوص التأملية لهذاالكتاب، هو الدرس التنويري الضروري الذي تحتاجه الأجيال في هذا الوطن، يتمثل في القدرة على الإحساس بأهمية الامتنانللخالق.

دائرة الثقافة والسياحة –أبوظبي 

تصدر كتاب "تنوير الماء" للولوة المنصوري

أصدرت دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي كتاب "تنويرُ الماء: رحلةُ إصغاءٍ لتيّارِ الخيالِ الإنساني في الإمارات" للكاتبة لولوة أحمد المنصوري، ضمن مشروع "إصدارات"  المعني بنشر  المؤلفات المتعلقة بتراث وتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج.

تتبع الكاتبة الإماراتية سيرة الماء في المنطقة عبر القرون المتتالية، وتقدم تجربة تأمّل داخل أفلاك الحجر والصحراء والماءوالذات، ومحاولة إحياء جوهر الصفوة الإنسانية والبراءة، والتواصل الروحي المفقود مع أسرار الوجود في عصر الإسمنتوالمعدن والضجّة والازدحام داخل روتين الحضارة السائلة، وفي ظل اللهاث خلف التكدس ومظاهر الجرف والقلع البيئي.

تأخذ المنصوري القارئ في رحلة شائقة، للبحث في تاريخ ماء الإمارات القديم باعتبار الماء المادة الحياتية الأولى، والسديمالأول المتمثل في الدور الإحيائي المؤنث، المتجذر في أساطير وروايات الشعوب. معتبرة أن مهمة الباحث الصادق المتحرر منالهوى والأطماع والانحيازات الشخصية منوطة بكل أبناء الإمارات، سعياً للكشف عن منشأ الماء القديم الذي يبقي رمزاً وتاجاًمجهول المكان وسراً تكتمه الطبيعة، سحر ماء التكوين الأول لصخور الأرض، ومعجزة انفلاق البحيرات والجليد منذ التكويناتالجيولوجية الأولى، حيث ماء عظيم ابتكر عرش شبه الجزيرة العربية التي شعّت بالألغاز والتيجان والممالك والرموز وينابيعالوجود.

 

تتناول المنصوري في اثني عشر فصلاً  تمتد على 172 صفحة من القطع المتوسط قصص الماء في المنطقة وما ارتبط بها من أساطير وموضوعات مثل سيرة جبال الحجر، والأفعى إلهة وحارسة الماء في الإمارات القديمة والتي عُثر على نقوشها في عددمن المواقع الأثرية في الدولة، والآلهة التي عبدها الإنسان القديم في المنطقة مثل الشمس وغيرها. متوقفة أمام العديد من التغييرات التي شهدتها المنطقة خاصة من حيث الطبيعة المناخية والجيولوجية، والخرائط الجيولوجية التي تحكي سيرة تكوّنالخليج العربي القديم، والدراسات التي حاولت كشف غموضه ومنها ما أشار إليه فريق بحثي تحت إشراف بارتون قام بدراسةمجاري الأنهار الجافة جنوب شرقي الجزيرة العربية، وعثروا على آثار طين وحجارة من قاع النهر تعود إلى160 ألف عام، وكماعثروا على أدلة تؤكد وجود خمس فترات ممطرة مرت بها تلك المنطقة، والتي تدفقت خلالها الأنهار، وجرفت معها الحجارةوالحصى، بينما استقرت هذه الحجارة عندما جفت الأنهار وانحسرت مياهها. وقد عُثر في منتصف القرن العشرين على عظامحيوانات ضخمة لا توجد حالياً سوى في قارة أفريقيا، مثل فرس النهر والبقر الوحشي قرب مصادر المياه الدائمة، كما فيسبخة مطي إلى الغرب من مدينة أبوظبي والتي كانت منتهى نهر عظيم تغذّيه المياه المنحدرة من جبال اليمن الشمالية، وغربجبال عسير، أما الحمر الوحشية والغزلان والجمل والبقر الوحشي فعاشت في السهول الجافة، وعاشتْ طيور النعام والوعولفي الجبال.

وترى المنصوري أن الدرس الأول في رحلة الاستنارة البحثية التي خاضتها خلال الكتابة وإعداد النصوص التأملية لهذاالكتاب، هو الدرس التنويري الضروري الذي تحتاجه الأجيال في هذا الوطن، يتمثل في القدرة على الإحساس بأهمية الامتنان للخالق.